كيف يستغل نتنياهو نصوص التوراة لتبرير الهجوم العسكري على إيران

كيف يستغل نتنياهو نصوص التوراة لتبرير الهجوم العسكري على إيران

يستغل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فقرات من التوراة لإضفاء طابع ديني على العمليات العسكرية التي ينفذها جيشه، حيث استعان بالفقرة 24 من سفر العدد التي تنص على: “هوذا شعب يقوم كلبوة، ويرتفع كأسد، لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى”. ووضعها على حائط البراق قبل الهجوم على إيران، في محاولة لإيهام أعداء الكيان الصهيوني بأنهم أمة لا تُقهر.

التفسير الديني للنص التوراتي

يشرح الدكتور سعيد عطية، أستاذ الدراسات العبرية، أن هذه الفقرة جاءت ضمن نبوءة بلعام بن بعور، النبي الذي استأجره بلاق ملك موآب ليلعن بني إسرائيل، لكنه بدلًا من ذلك باركهم بنص توراتي بأمر من الإله يهوه. وتستخدم هذه الفقرة صورًا أدبية قوية لإظهار القوة العسكرية لبني إسرائيل، حيث:
– “يقوم كلبوة”: تعبير عن القوة اليقظة والاستعداد للهجوم.
– “يرتفع كأسد”: رمز للهيبة والقوة الملكية، حيث يعلو بني إسرائيل على أعدائهم دون خوف.
– “لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى”: تعبير عن البطش العسكري والسعي لتحقيق النصر الكامل.

التوظيف السياسي للنصوص الدينية

يستخدم نتنياهو وحاخاماته هذه الفقرة وغيرها لتصوير الصراع الحالي في غزة وإيران على أنه امتداد لصراع توراتي بين شعب يهوه وأعدائه، مما يمنح العمليات العسكرية شرعية دينية في الخطاب الصهيوني. كما يتم تفسيرها في الأوساط الدينية اليمينية بأنها ترخيص ديني للحروب الاستباقية والضربات الوقائية.

تحريف النصوص لتبرير الاحتلال

يرى بعض الباحثين أن هذا التوظيف للنصوص الدينية يمثل تحريفًا سياسيًا للنصوص التوراتية، حيث يتم استغلالها خارج سياقها التاريخي لتبرير العنف والاحتلال، مما يعكس الاستعلاء الديني القومي الذي يربط بين التوراة والكيان الصهيوني المصنوع.

البعد الديني للحرب على غزة وإيران

وفقًا لبعض التيارات الدينية الصهيونية، فإن الحرب ضد غزة وإيران ليست مجرد نزاع عسكري، بل تُعتبر فريضة دينية تُقرب مجيء المسيح اليهودي وإقامة الهيكل الثالث، مما يفسر الخطاب الديني المتطرف الذي يرافق العمليات العسكرية الإسرائيلية.