تحذير أمني إيراني: إسرائيل تعتمد على تقنية تتبع الهواتف في عمليات الاغتيال، وتحذيرات قوية للناشطين.

في تصعيد جديد على صعيد المواجهة الأمنية بين إيران وإسرائيل، أصدرت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الاثنين، تحذيرًا أمنيًا خطيرًا للمواطنين، خاصة العاملين في المجالين الأمني والعسكري، محذرة من أن إسرائيل تستخدم تقنيات تتبع الهواتف المحمولة كأداة رئيسية في تنفيذ عمليات الاغتيال، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء “فارس”.
وأشار التحذير إلى أن هذا الأسلوب الاستخباري قد استُخدم سابقًا في اغتيال شخصيات بارزة، منها ما وصفته الوكالة بـ “الشهيد إسماعيل هنية”، في إشارة إلى أحد القادة المستهدفين ضمن العمليات الإسرائيلية خارج الحدود.
وأكدت الوكالة أن “إيقاف تشغيل الهاتف المحمول في موقع التواجد لا يكفي لمنع تعقبه”، داعية إلى إغلاق الهاتف في موقع آمن قبل التوجه إلى أي موقع حساس، مع التشديد على الامتناع عن اصطحاب الهاتف إلى تلك المواقع كليًا.
تصاعد في المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية
يأتي هذا التحذير في وقت يشهد تصاعدًا غير مسبوق في التوتر بين إسرائيل وإيران، مع إعلان الجيش الإسرائيلي اليوم عن رصده صاروخًا أُطلق من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية، فضلًا عن اعتراض 8 طائرات مسيرة إيرانية عبر منظومة “البرق الواقي” البحرية.
في الوقت نفسه، أوردت تقارير عبرية انفجار صاروخ إيراني في بيتاح تكفا وسط إسرائيل، ما أسفر عن سقوط ضحايا، بينما تحدثت مصادر ميدانية عن ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى ثمانية في أعقاب الهجمات الصاروخية الإيرانية صباح اليوم.
وفي ظل هذا التصعيد، سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، لتبلغ أعلى مستوياتها منذ شهرين، مع تنامي المخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية واسعة النطاق.
ين الحرب الظاهرة وحرب الظلال – تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل يدخل مرحلة خطرة
يمثل التحذير الإيراني بشأن تتبع الهواتف المحمولة تطورًا لافتًا في طبيعة المواجهة بين طهران وتل أبيب، إذ يكشف انتقال النزاع من المواجهة العسكرية العلنية إلى مستويات أعمق من “حرب الظلال” التي تعتمد على تقنيات متقدمة وأساليب استخباراتية عالية الدقة.
1. الرسائل الخفية في التحذير الإيراني
التحذير الإيراني ليس موجهًا فقط إلى الجمهور المحلي، بل يحمل أيضًا رسالة ردع موجهة لإسرائيل ومجتمع الاستخبارات الدولي، مفادها أن إيران على دراية بوسائل الاستهداف الجديدة وأنها تحاول تأمين مواقعها وشخصياتها الحساسة. كما أن نشر التحذير عبر وسائل إعلام رسمية يهدف لخلق وعي عام وتحميل المسؤولية للجهات الأمنية في حال تكررت عمليات الاغتيال.
2. التصعيد الإقليمي وتوسّع رقعة الاشتباك
الهجمات المتبادلة، سواء من اليمن أو عبر المسيرات الإيرانية واعتراضها من قِبل البحرية الإسرائيلية، تشير إلى توسع رقعة الاشتباك من ساحات معتادة مثل سوريا ولبنان إلى مناطق جديدة قد تشمل البحر الأحمر والخليج، ما ينذر بصراع إقليمي أشمل قد تخرج فيه الأمور عن السيطرة.
3. البعد السيبراني والتكنولوجي في الصراع
الاعتماد على تتبع الهواتف المحمولة يبرز جانبًا من الحرب السيبرانية المتقدمة التي تخوضها إسرائيل ضد إيران، وتستند إلى قدرات استخباراتية عالية، بما في ذلك اختراق شبكات الاتصالات وجمع البيانات اللحظية. في المقابل، يكشف التحذير الإيراني عن وجود فجوات أمنية تعاني منها طهران، وتحاول الحد منها عبر التوعية لا الإصلاح الهيكلي.
4. مخاوف من الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة
رغم حرص الطرفين تاريخيًا على إبقاء المواجهة في حدود “الضربات المحسوبة”، إلا أن التطورات الأخيرة بما فيها سقوط قتلى داخل إسرائيل – ترفع من احتمالات الانزلاق نحو مواجهة واسعة، خاصة في ظل التصريحات المتطرفة من الجانبين، والتحرك المتسارع على جبهات متعددة.