الكرملين: ردود الفعل العالمية على الهجمات الإسرائيلية تُعتبر «درسًا قيِّمًا للجميع»

في أول تعليق رسمي من الكرملين على الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ردود الفعل الدولية على الضربات الإسرائيلية الأخيرة بأنها “درس جيد للجميع”، مشيرًا إلى الانقسام العميق في مواقف المجتمع الدولي حيال ما يحدث في الشرق الأوسط.
وقال بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالات روسية اليوم الإثنين، إن “الكرملين تابع عن كثب ردود الأفعال العالمية حيال الضربات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية”، مشيرًا إلى أن “المجتمع الدولي انقسم بين من أدان ما يحدث، ومن حاول تبريره أو التغطية عليه”.
وأضاف: “هذا الانقسام يمثل درسًا مهمًا للجميع، ويكشف ازدواجية المعايير التي تحكم المواقف الدولية تجاه أزمات المنطقة”.
تحذير روسي من التصعيد وإدانة غير مباشرة لنتنياهو
وفي تعليق مباشر على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي ألمح فيها إلى احتمال “تغيير النظام في إيران”، قال بيسكوف: “نحن نتابع تلك التصريحات بقلق بالغ، وندرك تمامًا مخاطرها، وقد قرأناها وسمعناها جيدًا”.
كما شدد على أن روسيا “تدين كل الأفعال التي أدت إلى تصعيد خطير للتوترات في المنطقة”، مشيرًا إلى أن استمرار العمليات العسكرية بين الطرفين يهدد بانزلاق إقليمي واسع النطاق.
ضربات متبادلة بلا تهدئة
تأتي هذه التصريحات في وقت تتواصل فيه المعارك المدمرة بين طهران وتل أبيب لليوم الثالث على التوالي، حيث شنت إيران فجر الأحد ضربات صاروخية تكتيكية على مناطق في وسط إسرائيل، فيما أعلنت تل أبيب استكمال سلسلة من الهجمات التي استهدفت منشآت عسكرية داخل إيران.
روسيا تراقب وتحذّر بصوت منخفض
تصريحات بيسكوف تعكس قلقًا روسيًا متزايدًا من التصعيد الجاري، لكن موسكو لا تزال تلتزم بسياسة “الحياد الحذر”، خاصة أنها تحتفظ بعلاقات مع الطرفين، وتحرص على عدم الانجرار إلى أي محور عسكري مباشر.
ومع ذلك، فإن تلويحها بـ “ازدواجية المعايير” في تعامل الغرب مع الأزمة قد يكون تمهيدًا لطرح مبادرة وساطة جديدة، خصوصًا إذا فشلت المبادرات التركية، أو تم استدعاء الدور الروسي بشكل مباشر.