إيران تنبه سكان تل أبيب من خطر البقاء وتتعهد بـ “ابتكارات عسكرية” في إطار مواجهة شاملة.

إيران تنبه سكان تل أبيب من خطر البقاء وتتعهد بـ “ابتكارات عسكرية” في إطار مواجهة شاملة.

في تصعيد لافت ضمن سلسلة التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، دعا الحرس الثوري الإيراني سكان مدينة تل أبيب إلى مغادرتها فورًا، محذرًا من دخول المنطقة مرحلة “حرب طويلة وشاملة”، وسط مؤشرات على احتمال استخدام أسلحة جديدة غير مسبوقة.

وقال بيان صادر عن الحرس الثوري، اليوم الإثنين، إن “المعركة المقبلة ستشهد استخدام ابتكارات إيرانية حديثة”، في إشارة إلى أسلحة متطورة يُتوقع الدفع بها ميدانيًا خلال الأيام القادمة.

تل أبيب ترد: “صمت الإعلام الإيراني قادم”

وجاء التحذير الإيراني بعد ساعات من إصدار إسرائيل إنذارًا بإخلاء مناطق شمال شرق طهران، تمهيدًا لاستهداف منشآت إعلامية، أبرزها مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، الذي وصفه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنه “بوق الدعاية والتحريض الإيراني”.

وأكد كاتس، في بيان رسمي، أن “هيئة الإذاعة الإيرانية على وشك أن تختفي”، مشيرًا إلى بدء عمليات إجلاء للمدنيين في محيط المبنى المستهدف.

“ما أطلق حتى الآن لا يُقارن بما هو قادم”

وفي السياق نفسه، قالت مصادر عسكرية إيرانية إن الهجمات التي نُفذت حتى الآن باتجاه إسرائيل “ليست سوى البداية”، ووصفتها بأنها “مجرد مزحة”، مؤكدة أن “إيران لم تستخدم بعد ترسانتها الاستراتيجية ولا قدراتها الكاملة”.

تهديدات متبادلة تضع المنطقة على حافة حرب شاملة

تبادل التحذيرات بين طهران وتل أبيب ينذر بأن الحرب الكلامية بدأت تفسح المجال أمام مرحلة من التصعيد العملي، خصوصًا مع تلميحات متكررة باستخدام أسلحة جديدة وتوسيع رقعة الأهداف لتشمل البنية التحتية والإعلامية.

تصريحات الحرس الثوري الإيراني تكشف عن نية واضحة للدخول في حرب استنزاف طويلة الأمد، بينما تسعى إسرائيل لتوجيه ضربات نفسية عبر استهداف رموز السيادة الإعلامية والسيطرة المعلوماتية.

ومع غياب مؤشرات على تدخل فوري من القوى الكبرى لاحتواء التصعيد، يبقى احتمال اتساع دائرة المواجهة واردًا، ما يُهدد بجرّ المنطقة بأكملها إلى سيناريو مفتوح وغير محسوب العواقب.

التصعيد يدخل مرحلة التحذيرات المباشرة و”الحرب النفسية”

التحذيرات المتبادلة بين إيران وإسرائيل تمثل تصعيدًا نوعيًا، حيث لم تعد التهديدات تقتصر على القيادات، بل بدأت تطال المدنيين مباشرة، كما في دعوة إيران لسكان تل أبيب بالمغادرة، وتحذير إسرائيل لسكان طهران قرب مقر هيئة الإذاعة.

إيران توحي بأنها لم تبدأ بعد باستخدام قوتها الكاملة، مما يعني أنها تحتفظ بخيار الردع الأعلى، فيما تحاول إسرائيل التأثير على معنويات الداخل الإيراني عبر التهديد باستهداف رموز إعلامية.

هذا النوع من الخطاب يدخل في إطار “الحرب النفسية” ويعكس أن الطرفين يُدركان أن المواجهة قد تطول وتتعقد، وأن الجبهة المدنية أصبحت هدفًا مشروعًا في سياق الردع والضغط المتبادل.