منها تنشيط السياحة.. 5 مكاسب اقتصادية لمصر من زيارة الرئيس الفرنسى

منها تنشيط السياحة.. 5 مكاسب اقتصادية لمصر من زيارة الرئيس الفرنسى

خطفت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى مصر أنظار العالم، خاصة لأنها جاءت في وقت حساس يمر به العالم والمنطقة، لا سيما سعي الدول الكبرى لتوسيع دوائر تحالفاتها الاستراتيجية وتحقيق توازن في علاقاتها مع القوى الإقليمية.

وتوقع عدد من المحللين والمراقبين، أن هذه الزيارة ستفتح آفاقًا واسعة للتعاون بين البلدين في مجالات متعددة مثل التجارة، والاستثمار، والبحث العلمي، وكذلك في مجالات الثقافة والسياحة.

ومن خلال استكشاف تأثيرات هذه الزيارة، يمكننا أن نرصد التوقعات المستقبلية لتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، ومدى تأثيرها على الأمن الإقليمي والتنمية المستدامة في مصر وهو ما ستعرضه «النبأ» خلال السطور التالية.

شملت زيارة ماكرون عدة محطات هامة، حيث قام بجولة في معالم القاهرة التاريخية، أبرزها زيارة خان الخليلي والحسين في منطقة حي الجمالية الذي يُعد من أقدم أسواق العالم وأحد رموز التراث الثقافي المصري، وهو ما يعكس اهتمام الرئيس الفرنسي بترسيخ العلاقات الثقافية بين البلدين، وزيارة جامعة القاهرة وذلك في إطار فعاليات ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية الذي تحتضن الجامعة بعض فعالياته، مما يعكسن اهتمامه بالتعليم. 

كما كانت زيارة مدينة العريش في رفح نقطة محورية في الزيارة، حيث تعكس اهتمام ماكرون بالتعرف على الأوضاع في المناطق الحدودية المصرية ودعم جهود التنمية في سيناء، المنطقة التي تعد من الركائز الاستراتيجية لمصر، وزيارته للمصابين الفلسطينيين يؤكد دعم فرنسا لمصر في وقف الحرب في القطاع ورفض تهجير الفلسطينيين.

تأثيرات إيجابية

وفي هذا السياق، قال الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادي ومدرس الاقتصاد، ومدير مركز الغد للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تأتى فى إطار تعزيز العلاقات الثنائية المصرية والفرنسية فى ظل ما يحاك فى الشرق الأوسط من صراعات سياسية وتحمل تأثيرات إيجابية متعددة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية والثقافية والتعليمية وستعود على مصر في الفترة المقبلة من خلال تعزيز السياحة وترويج المعالم السياحية.

ولفت إلى أن زيارته تساهم في تسليط الضوء على المعالم السياحية المصرية، مما يجذب المزيد من السياح الفرنسيين والأوروبيين.

وأضاف «خضر»، أن الزيارات الثقافية والفنية المتبادلة تؤدي إلى تعزيز التبادل الثقافي وزيادة الفعاليات السياحية، وزيادة الاستثمارات باستقطاب المستثمرين الفرنسيين يؤدي إلى تشجيع الزيارة الشركات الفرنسية على الاستثمار في مشاريع جديدة في مجالات مثل الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا شراكات استراتيجية تفتح مجالات جديدة للتعاون بين البلدين، مما يزيد من فرص الاستثمارات المشتركة وتعزيز العلاقات الاقتصادية.

وتابع أن الزيارة تؤدي إلى اتفاقيات تجارية جديدة، مما يحسن من الميزان التجاري بين مصر وفرنسا، وكذلك تعزيز الصناعة المحلية تساهم الاستثمارات الفرنسية في تطوير الصناعات المحلية وخلق فرص عمل جديدة، والتعاون في مجالات التكنولوجيا الحديثة يعزز الابتكار في مصر، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات التعليم والتدريب المهني يساهم في رفع كفاءة القوى العاملة المصرية، ودعم التنمية المستدامة والمشاريع البيئية يؤدي لخلق مزيد من التعاون في مجال البيئة والطاقة المتجددة مما تعزز من التنمية المستدامة في مصر.

وأكد أن زيارة ماكرون تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز العلاقات المصرية الفرنسية، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري والسياحة والاستثمار في المستقبل، مشيرا إلى أن زيارة ماكرون ستكون لها تأثيرات إيجابية على الأوضاع في الشرق الأوسط، من خلال تعزيز الحوار والدعم الإنساني، مما يسهم في تحسين الأوضاع في غزة والمزيد من الاستقرار في المنطقة وتعزيز الحوار السياسي ودور الوساطة.

وأوضح الخبير الاقتصادي ومدرس الاقتصاد، ومدير مركز الغد للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية، أن زيارة ماكرون تسهم في تعزيز دور مصر كوسيط رئيسي في النزاعات الإقليمية، بما في ذلك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ودعم المبادرات الإنسانية والمساعدات إلى غزة وزيادة دعم المجتمع الدولي للجهود الإنسانية في غزة، مما يسهم في تحسين الأوضاع المعيشية هناك، وتنسيق الجهود الدولية تحالفات إقليمية وتسهم الزيارة في تنسيق الجهود بين الدول الأوروبية والدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة، وكذلك تأثيرها على العلاقات العربية وتعزيز التعاون العربي مما يساهم في استقرار المنطقة، كذلك زيادة الوعي الدولي من خلال تسليط الضوء على القضايا الإقليمية حيث تساهم زيارة ماكرون في زيادة الوعي الدولي حول الأوضاع في الشرق الأوسط، مما يدفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات أكثر فعالية نحو قطاع غزة ووقف الحرب الشرسة.

زيارة تاريخية

ومن جانبه، قال الحسين حسان الخبير الاقتصادي، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تعتبر زيارة تاريخية وهي الزيارة الرابعة؛ لأنها تعكس مدى قوة العلاقات المصرية الفرنسية منذ قديم الأزل، مؤكدا أن هذه الزيارة ستعود بالاستثمارات الكثيرة على مصر خلال الفترة المقبلة.

وأضاف «حسان»، أن زيارة الرئيس الفرنسي لأكثر منطقة شعبية في حي الجمالية تعتبر وسيلة دعائية كبيرة لتاريخ مصر الحضاري، وتوجه رسالة هامة للعالم أجمع بأن مصر آمنة مما يعمل على تنشيط السياحة مستقبليا.

وأوضح أن زيارة ماكرون تفتح المجال أمام تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار، حيث تسهم الشركات الفرنسية في مشروعات كبرى بمصر، خاصة في قطاع البنية التحتية، والطاقة المتجددة، والنقل، كما تساهم الزيارة في جذب الاستثمارات الفرنسية تدعم الاقتصاد المصري وتخلق فرص عمل جديدة، مما ينعكس بشكل إيجابي على مستوى المعيشة والتنمية الاقتصادية في البلاد.

ولفت إلى أن ماكرون أظهر اهتمامًا خاصًا بالتبادل الثقافي بين البلدين، حيث زار خان الخليلي والحسين في القاهرة، الذي يُعتبر رمزًا للتراث المصري العريق.

وأشار إلى أن هذه الزيارة تعزز من مكانة مصر كوجهة ثقافية وسياحية عالمية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في المجالات الثقافية والفنية مما يعمل على تنشيط السياحة، بالإضافة إلى دعم المؤسسات التعليمية من خلال المنح الدراسية والمشاريع الثقافية المشتركة.

وأكد أن زيارة ماكرون إلى مصر تحمل العديد من الفرص التي قد تعود بفوائد كبيرة على مصر في المستقبل، من تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري إلى دعم التنمية والتبادل الثقافي، وتفتح الزيارة آفاقًا جديدة للتعاون بين البلدين على المدى البعيد.

وشدد على أن هذه الزيارة تؤكد أن مصر تلعب دورًا محوريًا في المنطقة، وأن العلاقات مع فرنسا تشهد مرحلة جديدة من التعاون المشترك الذي سيكون له تأثير إيجابي على المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد، ولا سيما بعد فرض رسوم جمركية أمريكية إلى أوروبا، ففرنسا تحتاج إلى شرك قوي في الشرق الأوسط وإفريقيا.

تأييد المصريين للقيادة السياسية

ومن جهته، أكد النائب مصطفى الكحيلي، عضو مجلس الشيوخ، أن توافد المواطنين في العريش وأمام معبر رفح يمثل رسالة قوية للعالم تؤكد رفض مصر الكامل للتهجير القسري للفلسطينيين، مضيفا أن هذه الحشود تعكس تأييد المصريين الكامل للقيادة السياسية واصطفافهم خلف الموقف الوطني الثابت الرافض للتهجير القسري، حفاظًا على القضية الفلسطينية.

وأوضح «الكحيلي»، أن موقف مصر الثابت منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023 يظل رافضًا تمامًا لسياسات التهجير القسري للفلسطينيين، لافتًا إلى أن هذا الموقف هو جزء من إرث مصر التاريخي ولن يتغير.

وأكد أن مصر ستظل دائمًا في صف الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه ويقيم دولته المستقلة، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى معبر رفح تحمل رسالة واضحة للمجتمع الدولي، مفادها رفض مصر الكامل للتهجير القسري الذي يتعرض له الفلسطينيون، فضلًا عن إدانتها الشديدة للعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن الوضع الحالي يعبّر عن مأساة إنسانية غير مسبوقة للشعب الفلسطيني، محذرًا من أن ما يحدث يخالف تمامًا المواثيق الدولية ويعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.

وأعرب «الكحيلي»، عن تأييده للبيان الختامي الصادر عن القمة الثلاثية التي ضمت مصر وفرنسا والأردن، والذي أكد على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال عضو مجلس الشيوخ، إن البيان يعكس الموقف المشترك لهذه الدول في دعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض الانتهاكات المستمرة ضده.

ولفت إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلي سيزيد من تعميق الأزمة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في ظل غياب ردود فعل حاسمة من المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن البيان الأخير يعكس الموقف الثابت لمصر والأردن وفرنسا في رفض التهجير القسري للفلسطينيين، وهو موقف مصر الذي لا يتغير حفاظًا على القضية الفلسطينية.

وفي ختام تصريحاته، أكد أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تعكس عمق العلاقات بين البلدين وتفتح أسواقا جديدة في كل المجالات، مشيرا إلى أن اصطحاب الرئيس السيسي لنظيره الفرنسي إلى المنطقة الأكثر شعبية خان الخليلي والحسين هي رسالة تؤكد مدى الأمن والأمان في مصر وسط منطقة تموج بالصراعات وعدم الاستقرار، كما تبعث برسائل كثيرة وهامة  للداخل والخارج عن الأمن والأمان في مصر.