أسرار استقالة 13 طبيب يوميا من المستشفيات الحكومية

وزارة الصحة والبرلمان تفتح الملف وتبحث عن الحلمصر لديها طبيب لكل 1162 شخصًا بينما المعدل العالمي طبيب لكل 434 شخصًا. 11 ألفًا و536 طبيبًا استقالوا من العمل الحكومي خلال 3 سنوات فقط دفعات خريجي كلية طب القصر العيني يعملون الآن بشكل كامل في مستشفيات لندن وبرلين والولايات المتحدة230 ألف طبيب بشري، منهم 80 ألفًا خارج مصر، موزعين ما بين السعودية 60 ألف طبيب بشري، و10 آلاف في باقي دول الخليج العربيقصة هجرة الأطباء المصريين إلى دول إفريقية مثل تنزانيا وغينيا
شكلت وزارة الصحة، لجنة عليا من الوزارة والمتخصصين لبحث أزمة هجرة الأطباء المصريين للخارج،كما يناقش مجلس النواب خلال الفترة المقبلة قضية هجرة الأطباء للخارج، ورغم أن أحدا لا تستطيع منع الأطباء من السفر، إلا أن هناك عدة مقترحات تطالب بتغريم الخريج مقابل دراسته وتدريبه فى الجامعات والمستشفيات المصرية، أو إلزامه بعدم السفر لعدة سنوات تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات على الأقل قبل السفر للخارج.
النائب رفعت شكيب عضو مجلس النواب، قدم مقترحا لحل أزمة هجرة الأطباء للخارج، ومواجهة نقص الكوادر الطبية داخل المستشفيات الحكومية، لا سيما في القرى والنجوع، مشيرا إلى أن الهدف ليس تقييد حرية الأطباء مثلما يروج البعض، ولكن منح الدولة حقها بعد إنفاقها مبالغ كبيرة على تعليمهم، من ثم يجب ضمان استمرارهم في خدمة المنظومة الصحية داخل مصر لفترة لا تقل عن خمسة أعوام بعد التخرج قبل السماح لهم بالسفر والعمل في الخارج، مؤكدًا أن هذا حق الدولة ولا يجب التفريط فيه.
وتساءل النائب: هل من المقبول أن الدولة تدرب وتؤهل الأطباء ثم يرحلون عنها ويتركونها من أجل العمل بالخارج؟ وهل يعقل استقدام أطباء أجانب من الخارج ولدينا خبرات وكفاءات طبية في مصر؟ وهل من المنطقي أن يكون لدينا مستشفيات على أعلى مستوى وبكلفة مالية باهظة ولا يوجد بها أطباء لتشغيلها؟
وأكد النائب، أن هناك مستشفيات حكومية ليس بها سوي طبيب باطنة فقط،وهناك مستشفيات ليس بها أطباء قلب وصدر،ورعاية متخصص خاصة في القري والنجوع.
وأثار مقترح النائب رفعت شكيب، ردود فعل متباينة، فقد رأى البعض إنه طريقة لحل أزمة نقص الأطباء داخل المستشفيات الحكومية، ويعالج هجرتهم للخارج، فيما رأى آخرون أنه يخالف نصوص القانون والدستور، وسيؤدى إلى تقييد حرية الأطباء وإجبارهم على ترك المهنة.
كما أثارت تصريحات الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب الأطباء حول هجرة أكثر من 7 آلاف طبيب مصري شاب للعمل في الخارج خلال عام واحد فقط، حالة من الجدل ومطالب بالبحث عن حلول عاجلة للأزمة المتفاقمة.
وأرجع نقيب الأطباء، هجرة شباب المهنة للخارج فور التخرج من الجامعات المصرية إلى ضعف الرواتب وتدهور بيئة العمل في مصر، بالإضافة إلى عوامل الجذب المغرية في الخارج.
وكشف تقرير إحصائي لنقابة الأطباء، أن عدد الأطباء والطبيبات الذين تقدموا إلى النقابة خلال عام 2022 بما يفيد استقالاتهم من قطاع الصحة في مصر، وقدموا طلبات لاستخراج شهادة «طبيب حر»، كان 4261 طبيبًا وطبيبة بمعدل يومي 12 طبيبًا وطبيبة، وإذا جرى استبعاد أيام العطلات يصبح المعدل اليومي 13.5 طبيب وطبيبة فى اليوم الواحد.
وأشارت النقابة إلى أن هذا العدد من المتقدمين بمستندات استقالاتهم من الحكومة هو الأكثر خلال الأعوام السبعة الماضية، فخلال عام 2016 كان العدد 1044، وعام 2017 كان 2549، وفي عام 2018 كان العدد 2612، وعام 2019 كان 3507، وعام 2020 كان العدد 2968، أما في عام 2021 فكان العدد 4127 طبيبًا وطبيبة، وهو العدد الذى يتزايد سنويا بشكل مضطرد منذ جائحة كورونا التى أصابت العالم وزادت من الطلب على الاطباء والأطقم الطبية فى الولايات المتحدة واوروبا التى تجذب الخريجين المصريين.
الأطباء المسجلين والحاصلين على ترخيص مزاولة المهنة
وكشفت دراسة حكومية مصرية، أن عدد الأطباء المسجلين والحاصلين على ترخيص مزاولة المهنة من نقابة الأطباء في مصر، باستثناء من بلغوا سن المعاش، يبلغ حوالي 212 ألفًا و835 طبيبًا، يعمل منهم حاليًا في جميع قطاعات الصحة، سواء بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة أو المستشفيات الجامعية الحكومية، أو القطاع الخاص، حوالي 82 ألف طبيب فقط، أي بنسبة 38% من عدد الأطباء المسجلين والحاصلين على ترخيص مزاولة المهنة.
وتعني تلك الإحصائية أن 62% من الأطباء المسجلين في مصر، خارج المنظومة الطبية، إما بسبب السفر إلى الخارج للعمل أو لاستكمال الدراسات العليا، أو بسبب الحصول على إجازات دون راتب، أو الاستقالة نهائيًا من العمل الحكومي.
وتخلص الدراسة، إلى أن مصر لديها طبيب لكل 1162 شخصًا، بينما المعدل العالمي، طبقًا لمنظمة الصحة العالمية، هو طبيب لكل 434 شخصًا.
ويفيد الجهاز المركزي للإحصاء في مصر، بانخفاض عدد الأطباء إلى 97.4 ألف طبيب في عام 2022، مقابل 100.7 ألف طبيب في عام 2021 بانخفاض بلغت نسبته 3.3%.
وذكرت بيانات لنقابة الأطباء المصرية، أن نحو 11 ألفًا و536 طبيبًا استقالوا من العمل الحكومي خلال 3 سنوات فقط في الفترة من 2019 وحتى مارس 2022.
وبحسب تلك البيانات، فإن عام 2022 شهد استقالة أكثر من 4300 طبيب مصري يعملون بالمستشفيات الحكومية، وهو العدد الأكبر خلال السنوات السبع الماضية، بمعدل يصل إلى 13.5 طبيب كل يوم، إذ تضاعف 4 مرات من 1044 استقالة عام 2016 إلى 4127 استقالة عام 2021.
متوسط راتب الطبيب المقيم في مصر
ووفق نقابة الأطباء المصرية، فإن متوسط راتب الطبيب المقيم في مصر 3700 جنيه مصري (نحو 82 دولارًا)، ومتوسط معاش الطبيب بعد نحو 35 عامًا من العمل الحكومي 2300 جنيه (نحو 51 دولارًا)، بينما أشارت هيئة التأمين الصحي إلى أن متوسط راتب الطبيب في نظام التأمين الصحي الشامل الذي تم تطبيقه في بعض محافظات مصر يصل إلى 17 ألف جنيه (نحو 377 دولارًا) في الشهر.
وتسرد التقارير عن دفعات خريجي كلية طب القصر العيني، يعملون الآن بشكل كامل في مستشفيات لندن وبرلين والولايات المتحدة، حتى إنه “يتم تسليم نوبات العمل بينهم باللغة العربية وباللهجة المصرية”، مضيفًا: “على سبيل المثال بأحد مستشفيات وسط لندن، يوجد نحو 124 طبيبًا مناوبًا مصريًا، وهناك دفعة طب قصر عيني (جامعة القاهرة) كاملة في مدينة ليفربول”.
من جانبه كشف أسامة عبد الحي نقيب الأطباء، أن الحكومة المصرية “لم تبذل الكثير لمنع الهجرة، أو لوضع خطة للاحتفاظ بالأطباء في مصر وتقليل اندفاعهم إلى الهجرة، فحتى الآن لا توجد إجراءات محددة أو قرارات واضحة لتنفيذها”.
وكشف نقيب الأطباء في مصر أسامة عبد الحي، عن هجرة حوالي 7 آلاف طبيب مصري شاب للعمل بالخارج خلال عام واحد فقط.
وأوضح عبد الحي، أن نقابة الأطباء لا تملك سلطة منع الأطباء من السفر، وأرجع ذلك لعدة أسباب منها ضعف الرواتب وتدهور بيئة العمل في مصر، بالإضافة إلى العوامل الجاذبة في الخارج.
وقال: “لا يمكنني منع طبيب من السفر، فحرية التنقل مكفولة للجميع”. وأضاف: “في دول مثل إنجلترا وألمانيا، يحصل فقط الطالب المتفوق على تعليم جامعي مجاني، بينما يقترض الباقون من البنوك ويسددون القروض بعد التخرج”.
كما سلط نقيب الأطباء الضوء على سوء ظروف سكن الأطباء في المستشفيات المصرية، مشيرًا إلى أن بعض المستشفيات تفتقر تمامًا لغرف استراحة مناسبة للأطباء.
وأوضح أن مطالب النقابة بتحسين هذه الظروف قوبلت برد غير إيجابي، حيث قيل لهم: “الطبيب ليس لديه وقت للنوم والراحة”.
من جانب آخر، أشار عبد الحي إلى أن وزارة الصحة شكلت لجنة خاصة لدراسة أزمة هجرة الأطباء، كما تعمل على تقديم حوافز إضافية لتحسين بيئة العمل وإقناع الأطباء بالبقاء في مصر.
وفي إطار الحلول المقترحة، أعلنت جامعة الإسكندرية عن توفير 117 وظيفة للأطباء. كما أكد نقيب الأطباء أن المستشفيات الجامعية توفر فرصًا للأطباء المقيمين للحصول على درجة الماجستير، بالإضافة إلى ممارسة عملهم الطبي في المستشفى.
وأوضح عبد الحي، أن عدد الأطباء المصريين، نحو 230 ألف طبيب بشري، منهم 80 ألفًا خارج مصر، موزعين ما بين السعودية حيث يوجد 60 ألف طبيب بشري، و10 آلاف في باقي دول الخليج العربي، والباقي موزعون على دول أوروبا وأميركا، لافتًا إلى أن هجرة الأطباء بدأت تتصاعد إلى دول إفريقية مثل تنزانيا وغينيا.
الأطباء المصريون في بريطانيا في المرتبة الثالثة
ويحل الأطباء المصريون في بريطانيا في المرتبة الثالثة، بعد الهند وباكستان، من حيث أعداد الأطباء الأجانب.
وذكر تقرير أصدرته سلطات القوى العاملة البريطانية في عام 2022، أن مصر احتلت المرتبة الثالثة بين أكثر الدول التي يهاجر منها الأطباء إلى بريطانيا. وأشار التقرير إلى أن أعداد الأطباء المصريين المهاجرين إلى بريطانيا ارتفعت بنسبة 200% في الفترة بين عامي 2017 و2021.
من جانبه، قال الدكتور سعد الدين هلال أستاذ الكبد بجامعة بنها، إن هجرة الأطباء يرجع في الأساس إلي حصولهم علي مغيرت كبري للسفر للخارج،وخاصة خريجي طب الجامعات الخاصة بمعظمهم يهاجرون للخارج،
وأضاف أن الحل بضرورة قيام الحكومة بتوفير مغريات كبيرة للصغار الأطباء بعدم السفر للخارج،عن طريق تحسين الخدمة المقدمة لهم بالمشفياات الحكومية وتحسين مستوي المعيشة لهم،بجانب حمايتهم من الاعتداءات اليومية من جانب المرضي، وليس مقول قيام طبيب بالكشف 500 مريض يوميا داخل عيادات التايمن الصحي والمستشفيات الحكومية
كما أشار إلى أن المعدل الأن هو طبيب لكل ثلاث الف مريض مصري،وهذا نسبة كارثية ومنتظر في حالة استمرار الهجرة للأطباء وصول العجز في الأطباء ما يصل إلى 40 % خلال عامين.