علماء يحددون سرّ الضربة المثالية في رياضة البولينج

يستخدم الباحثون الفيزياء لبناء أداة تنبؤية قد تُحدث ثورة في استراتيجيات رياضة البولينج التنافسية، فقد لا تكون الضربة المثالية في البولينج، التي يصعب تحقيقها، مسألة حدس وخبرة.
وطوّر فريق من الباحثين من مؤسسات عالمية رائدة نموذجًا جديدًا قائمًا على الفيزياء، يمكنه التنبؤ بالظروف الدقيقة اللازمة لإسقاط جميع القوارير العشرة برمية واحدة.
تُوضح الدراسة، المنشورة في مجلة AIP Advances، كيفية استخدام مجموعة من ست معادلات تفاضلية – تستند إلى معادلات أويلر للأجسام الصلبة الدوارة – لمحاكاة مسار كرة البولينج بدقة استثنائية، حيث تصف هذه المعادلات الحركة الدورانية لجسم صلب في فضاء ثلاثي الأبعاد.
يُمكّن هذا النموذج، الذي طوره الباحثون من رسم الموقع والمسار المثاليين لكرة البولينج لتحقيق ضربة في ظل ظروف مختلفة.
قال كورتيس هوبر، أحد مؤلفي البحث: يمكن أن يصبح نموذج المحاكاة الذي أنشأناه أداة مفيدة للاعبين والمدربين وشركات المعدات ومصممي البطولات، وأضاف إن القدرة على التنبؤ الدقيق بمسارات الكرة يمكن أن تؤدي إلى اكتشاف استراتيجيات وتصاميم معدات جديدة.
ولا تزال لعبة البولينج رياضة شائعة للغاية في الولايات المتحدة، حيث يشارك فيها أكثر من 45 مليون شخص سنويًا وتُقدر جوائزها بملايين الدولارات في البطولات الاحترافية.
ومع ذلك، وعلى الرغم من انتشارها العالمي وتنافسيتها، إلا أن نموذجًا شاملًا يرصد بدقة سلوك كرة البولينج في ظل ظروف مسارات مختلفة ظلّ طويلًا بعيد المنال.
الطريقة الحالية للتنبؤ بضربات البولينج
وتعتمد الطرق الحالية للتنبؤ بنتائج الضربات عادةً على التحليل الإحصائي لأداء لاعبي البولينج السابقين. ومع ذلك، غالبًا ما تفشل هذه الأساليب عند وجود اختلاف طفيف في رمية اللاعب، ونادرًا ما تأخذ في الاعتبار الديناميكيات الفيزيائية للكرة والمسار.
في المقابل، يأخذ النموذج الجديد في الاعتبار متغيرات حاسمة غالبًا ما يتم تجاهلها، مثل طبقة الزيت المطبقة على مسارات البولينج.
تختلف أنماط الزيت هذه – المصممة لتقليل الاحتكاك وتوجيه الكرة – اختلافًا كبيرًا في الشكل والسمك عبر البطولات، مما يؤثر على كيفية انحناء الكرة وسلوكها، ونظرًا لندرة توزيع هذا الزيت بشكل متساوٍ، غالبًا ما يتعين على لاعبي البولينج تكييف استراتيجياتهم لتناسب كل نمط فريد، وهو تحدٍّ يعالجه النموذج مباشرةً.
ويوفر هذا النموذج حلًا لهاتين المشكلتين من خلال بناء نموذج بولينج يحسب مسارات البولينج بدقة عند إعطاء مدخلات لجميع العوامل المهمة التي قد تؤثر على حركة الكرة.
كما يُحسب هامش الخطأ لمراعاة عدم الدقة البشرية، مما يسمح للاعبي البولينج بإيجاد استراتيجية الاستهداف الأمثل الخاصة بهم.