هل تنجح إسرائيل في نزع سلاح حزب الله والمقاومة الفلسطينية؟

لا صوت في لبنان يعلو فوق صوت «نزع سلاح حزب الله»، حيث تطالب الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله وحصر السلاح في يد الجيش اللبناني، فيما يضع حزب الله شروطا أشبه بالتعجيزية لنزع سلاحه.
أما خارجيا، فتتعرض لبنان لضغوط خارجية خاصّة “أمريكية وفرنسية وإسرائيلية” من أجل العمل على حصر “سلاح المقاومة” في يدّ الجيش اللبناني الذي ينتشر في جنوب نهر الليطاني، على حساب انتشار الكتائب المقاتلة لحزب الله الذي تعرّضت قواعده العسكرية للتفكيك، وذلك وفق شروط اتفاق وقف إطلاق النار، في حين أن جيش الاحتلال الذي كان مقررًا أن ينسحب من جنوب لبنان بالكامل في نهاية الشهر الأول من العام الجاري، لم ينسحب ويتموضع داخل الأراضي اللبنانية، عدا عن تنفيذ عشرات عمليات الاغتيال بحقّ قادة ونشطاء في حزب الله.
وقد تباينت الأراء الداخلية في لبنان حول نزع سلاح حزب الله بين مؤيد ومعارض.
حكوميا، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أنه يأمل أن يتم سحب أسلحة حزب الله وأن يحصر السلاح بيد سلطة الدولة بحلول هذا العام، مما يمثل إعطاء جدول زمني لنزع سلاح المجموعة المحتمل لأول مرة.
وقال الرئيس اللبناني جوزاف عون، الذي تدعمه الولايات المتحدة، خلال مقابلة مع موقع وصحيفة “العربي الجديد”، الثلاثاء: “نأمل أن يتم سحب أسلحة حزب الله وأن يقتصر حيازتها على الدولة في عام 2025 وهذا ما أسعى إليه”، وأضاف أنه يمكن استيعاب مقاتلي حزب الله في الجيش اللبناني.
وصرّح عون قائلا: “بالنسبة لأعضاء حزب الله، هم في نهاية المطاف لبنانيون، وإذا كانوا يريدون الانضمام إلى الجيش، فإنها يمكن أن تخضع لما يسمى بدورات استيعاب”.
وأكد في الوقت نفسه على أن هذه العملية لا يمكن أن تتم إلا عبر الحوار بين الأطراف المعنية.
وقال عون: “نريد أن نسحب أسلحة حزب الله، لكننا لا نريد إشعال حرب أهلية”، وأضاف بأن الولايات المتحدة تفهم ذلك.
وقال الرئيس إن الحكومة لم تتحدث بعد مع حزب الله حول هذه المسألة، لكن رئيس البرلمان نبيه بري، وهو سياسي شيعي حليف لحزب الله، “يتفق تماما” على أن الدولة يجب أن تحتكر السلاح. وقد لعب بري دور الوساطة بين الولايات المتحدة وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن استيعاب مقاتلي حزب الله في الجيش اللبناني لن يكون مشابها لما حدث مع قوات الحشد الشعبي في العراق – وهي قوة شبه عسكرية شيعية مدعومة من إيران ترتبط بالحكومة العراقية وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالكتل الشيعية المتحالفة مع إيران والتي سيطرت على السياسة في بغداد لسنوات.
وقال عون: “لن يكون هناك قوات حشد شعبي أو وحدة مستقلة داخل الجيش”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة حريصة على نزع سلاح حزب الله في أقرب وقت ممكن، لكنه أبلغ المسؤولين الأمريكيين أن وجود إسرائيل في جنوب لبنان “يعطي حزب الله ذريعة” لمواصلة تسليحه، داعيا الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب.
وقال وزير العدل، عادل نصار، إن “الدولة اللبنانية تعمل على استعادة دورها الكامل، ولا مجال بعد اليوم لتبرير وجود أي سلاح خارج المؤسسات الرسمية”.
وأضاف أن الحكومة الحالية تستند إلى مشروع واضح نالت على أساسه الثقة البرلمانية، وهو مشروع يرفض وجود أي قوى مسلحة خارج إطار الجيش وقوى الأمن.
حزب الله يرفض
من جانبه، الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم على الدعوات المطالبة بنزع سلاح الحزب، قائلا إنهم “سيواجهون من يسعون لنزع سلاحهم ومن يعتدون عليهم”.
وطبقا لما نقل عنه موقع قناة “المنار” التلفزيونية التابعة للحزب، قال نعيم قاسم: “لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح المقاومة، وهذا السلاح هو الذي أعطى الحرية لشعبنا وحرر وطننا”.
وأضاف نعيم قاسم،: “سنواجه من يعتدي على الحزب ومن يعمل على نزع سلاحه، كما واجهنا إسرائيل”.
وأكد الأمين العام لحزب الله: “لسنا ضعفاء بل نحن أهل المواجهة، ولدينا خيارات ونحن لا نخشى شيئًا وسترون في الوقت المناسب الذي نقرره”.
وتابع الأمين العام لحزب الله: “استطاعت المقاومة أن توقف إسرائيل على الحدود الجنوبية ومنعتها من تحقيق أهدافها”.
وذكر الأمين العام لحزب الله أن “اتفاق وقف إطلاق النار هو نتيجة صمود حزب الله، ولولا هذا الصمود لما كان الاتفاق، ولاستمرت إسرائيل في عدوانها”، حسب قوله
من جانبه، أكد رئيس وحدة التنسيق والارتباط في “حزب الله”، وفيق صفا، أن الحزب “أبلغ السلطات اللبنانية رفضه المطلق لأي بحث في مسألة نزع السلاح، ما لم تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الجنوب اللبناني وتوقف اعتداءاتها المستمرة”.
وأوضح صفا أن هناك فرقًا جوهريًا بين “نزع السلاح” وبين “صياغة استراتيجية دفاعية للبنان”، معتبرًا أن الخطوة الأولى يجب أن تكون التزام إسرائيل بالقرارات الدولية، ثم يأتي بعد ذلك الحديث عن أي ترتيبات أمنية داخلية.
وعلقت المبعوثة الأميركية الخاصة إلى لبنان، مورغان أورتاغوس، عبر منصة “إكس”، على خطاب قاسم بكلمة واحدة: “تثاؤب”، أرفقتها بإعادة نشر منشور لصانع محتوى إسرائيلي سخر فيه من تصريحات الحزب، مع التركيز على ما وصفه بـ “أوهام المقاومة”.
وأثار التعليق، وإن كان مقتضبًا، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبره البعض تعبيرًا عن استخفاف واشنطن بالحزب، فيما رآه آخرون إشارة ضمنية إلى نفاد صبر الولايات المتحدة تجاه الوضع القائم في لبنان.
نزع سلاح المقاومة
في سياق منفصل، تزداد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على حركة حماس من أجل نزع سلاحها، للموافقة على صفقة شاملة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
لكن حركة حماس ترفض وبشدة هذا المقترح.
قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، إن الحركة رفضت صراحة أي طرح يطالب بنزع سلاحها، واعتبرت أن هذه المطالب لا تسهم في إنهاء الحرب.
وقد حاولت إسرائيل إلى توريط مصر في هذا الموضوع، عندما زعم وزير الدفاع الإسرائيلي أن نزع سلاح المقاومة اقتراح مصري.
لكن الرد المصري على هذه المزاعم والأكاذيب التي تريد الوقيعة بين مصر والمقاومة الفلسطينية كان سريعا وحاسما، حيث أكد الكاتب الصحفي ورئيس الهيئة المصرية للاستعلامات ضياء رشوان خلال حلوله ضيفا بقناة إكسترا نيوز، أن الأمر ليس له أساس من الصحة، واللى عاوز يصدق ده عليه أن يصدق جميع روايات إسرائيل، موضحا أن المقترح إسرائيلى، والإعلام الإسرائيلى يتحدث منذ 3 أيام حول شروط جديدة أضافها نتنياهو فى مقترحه وهى 4 شروط، منهم هذا الشرط.
ولفت ضياء رشوان إلى أنه تم نقل الاقتراح الإسرائيلى إلى مصر فى حضور وفد من حماس والأشقاء القطريين ووفد تركى، ومصر ليست فى حاجة لتؤكد وقفتها ودعمها لنفسها، والرئيس السيسى قال أنا لو خدت موقف ووقفت مع هذا الظلم شعبى هيقولى لا.