مهد المسيح بلا سياح.. تفاصيل تورط الشرطة الإسرائيلية في خلو الناصرة من السكان

مهد المسيح بلا سياح.. تفاصيل تورط الشرطة الإسرائيلية في خلو الناصرة من السكان

عبّر الصحفي والناشط راضي طاطور عن حزنه الشديد حيال ما وصلت إليه مدينة الناصرة، مسقط رأس السيد المسيح، قائلًا: “المدينة باتت خالية، المحال مغلقة، والناس تعيش حالة من الرعب، وجود الشرطة لم يغيّر شيئًا، فالعنف ما زال مستمرًا، ليس فقط في الناصرة، بل أيضًا في أم الفحم”.

وسلّط طاطور الضوء في حواره بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، على حادثة أثارت جدلًا واسعًا، حيث قامت الشرطة بإلقاء قنبلة صوتية على منزل خلال إحدى عملياتها الميدانية، ما تسبب بحالة هلع كبيرة لدى السكان.

الحادثة دفعت كثيرين للاعتقاد أن الشرطة متورطة أو على الأقل متواطئة مع بعض العصابات، في ظل غياب الثقة المتزايد بين المواطنين وقوات الأمن.

هجرة داخلية وقلق ديموغرافي

وتحدث طاطور عن ظاهرة متنامية تتمثل في انتقال العائلات العربية للعيش في مدن يهودية مثل “نوف هجليل” و”العفولة”، بحثًا عن الاستقرار والأمان، مشيرًا إلى أن هذا التحول قد يؤدي إلى تغييرات ديموغرافية تُثير قلق بعض الأوساط في المجتمع اليهودي.

كما أشار إلى أن الطبقات الثرية من العرب باتت تهاجر طوعًا إلى دول مثل الإمارات، حيث تجد بيئة آمنة ومستقرة وفرصًا اقتصادية أفضل، في ظل الإحساس المتزايد بفقدان الأمل وانعدام الأمن في الداخل.

وتعد الناصرة من أهم مدن فلسطين التاريخية، تقع اليوم في لواء الشمال في منطقة الجليل، وتبعد عن القدس حوالي 105 كم إلى الشمال.

أصبحت المدينة بعد النكبة عام 1948 مركزًا إداريًا وثقافيًا والمركز الرئيسي لعرب 48، بلغ عدد سكان مدينة الناصرة في عام 2015 حوالي 75،726 نسمة.

ويَصل عدد سكان حاضرة (متروبولين) الناصرة حوالي 210،000 نسمة منهم 174،800 عربي (83%) و30،345 يهودي (15%) و4،855 آخرون (2%)، ويَضُم المتروبولين البلدات المحيطة وهي الناصرة العليا، ويافة الناصرة، والرينة، وعيلوط، وكفركنا، والمشهد، وإكسال وعين ماهل.

وتعد حاضرة الناصرة أكبر تجمع حضري عربي في إسرائيل وهي المدينة الوحيدة التي يزيدُ عدد سُكَّانُها عن 75،000 نسمة، أغلب سكان المدينة هم عرب وتضم عدد كبير من سكان أصلهم مهجرون من قرى مثل صفورية والمجيدل، هذا الحدثُ المفصلي في تاريخ الناصرة، ضاعف عدد السكان بشكلٍ فجائي.

تُعتبر مدينة الناصرة إحدى أكثر المدن قداسًة في الديانة المسيحية، وبحسب الانجيل، فإن الملاك جبرائيل بشّر مريم العذراء بولادة يسوع المسيح، كما أنها المدينة التي نشأ فيها فنُسِبَ إليها ودُعي يسوع بيسوع الناصري، كما دُعي أتباعه بالنصارى، وابتداءً من العصر البيزنطي، أضحت المدينة مركزًا دينيًا. ومع الحملات الصليبية للمدينة ازدادت أهميّتها الدينية، إذ كانت مركز الأبرشيات الكاثوليكية، كما تبعتها كنائس منطقة الجليل.