كيف تؤثر القراءة على جودة النوم؟

كيف تؤثر القراءة على جودة النوم؟

أصبح التشتت الآن أحد أبرز العوائق أمام القراءة للمتعة، وفقًا لتقرير جديد صادر عن وكالة القراءة، حيث يكشف تقرير “حالة الأمة في قراءة البالغين 2025” أن ما يقرب من نصف البالغين يجدون صعوبة في التركيز على القراءة بسبب التشتت – وترتفع هذه النسبة إلى 55% بين من تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا ومن 35 إلى 44 عامًا، و52% بين من تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا.

يُسلّط التقرير الضوء أيضًا على تراجع عادات القراءة المنتظمة، حيث أفاد 53% فقط من البالغين الآن أنهم يقرؤون بانتظام، مقارنةً بـ 58% في عام 2015.

عند سؤالهم عن سبب صعوبة التركيز، كانت الأسباب الأكثر شيوعًا هي قلة وقت الفراغ (24%)، والتغيرات في الصحة العقلية أو البدنية (11%)، والأحداث الحياتية المهمة (10%)، وزيادة وقت الشاشة أو تغيير العادات الرقمية بنسبة 10%.

ما تأثير تصفح هواتفنا قبل النوم على جودته؟

استخدام أي شاشة في وقت متأخر من الليل يعني أن جسمك يظل متيقظًا، حيث يُؤخّر التعرض للضوء التوقيت الطبيعي لساعتك البيولوجية، مما يُصعّب عليك النوم.

والتعرض للضوء قد يُقلل من عمق النوم، ما يعني أنه حتى لو حصلت على قسط كافٍ من النوم، فقد لا تشعر براحة كافية.

وبالنظر إلى هاتفك أو حاسوبك المحمول، فأنت تُشبه الشمس المُصغّرة أمام عينيك، وسيؤثر هذا على إفراز الميلاتونين، الذي يُفرز عادةً قبل ساعات قليلة من النوم عند غروب الشمس.

والتعرض للضوء في المساء، وخاصةً ضوء هاتفك، يُقلل من إفراز الميلاتونين، وتحتاج ساعة جسمك إلى الميلاتونين لإبلاغ بقية الجسم بحلول الليل؛ لذا، بدونه، لا تصل هذه الرسالة، ما يعني أن الجسم يبقى مُتيقظًا.

ما هي آثار قراءة كتاب قبل النوم على نومنا؟

توفر القراءة تركيزًا معرفيًا لطيفًا يساعد على تقليل التوتر”. وتضيف: “القراءة ببطء وهدوء قبل النوم تُنشط الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، وهو الجهاز المسؤول عن الراحة والهضم، مما يُساعد على خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويؤدي إلى بداية نوم هانئة.

ومع ذلك، تُعتبر قراءة الروايات أكثر استرخاءً من قراءة الكتب غير الروائية، مما قد يؤثر على جودة نومنا.

ويميل الخيال، وخاصةً الروايات المألوفة أو الخفيفة، إلى أن يكون أفضل للنوم لأنه يُشتت الذهن بلطف دون تحفيز التفكير النقدي أو الشدة العاطفية، وقد يكون الخيال أكثر تحفيزًا، خاصةً إذا كان يتضمن حل المشكلات، أو تطوير الذات، أو مواد مشحونة عاطفيًا.

والكتب المطبوعة مثالية لأنها تفتقر إلى الإضاءة الخلفية التي تُعطّل إنتاج الميلاتونين، أما أجهزة القراءة الإلكترونية المزودة بفلاتر الضوء الأزرق أو “الوضع الليلي” فهي أفضل من الهواتف، لكنها لا تزال أقل هدوءًا من الكتب المطبوعة.