لماذا تحلم دائما خلال النوم بأنك تسقط من أعلى؟ السبب علمي..

كشفت دراسةٌ جديدة أنَّ الأدوية التي يتناولها البعض بسبب الاكتئاب قد تُسبب اضطرابًا في النوم، حيث وجد مجموعة من العلماءٌ أنَّ مَن يتناولون مُضاداتٍ مُعينة للاكتئاب مُعرَّضون بشكلٍ كبيرٍ لخطر الإصابة بـ “ارتعاشات النوم”، وهو شعورٌ بوخزةٍ مفاجئةٍ قبل النوم.
وينشأ هذا الشعور عن انقباضاتٍ عضليةٍ لا إراديةٍ مفاجئةٍ تحدث خلال المرحلة الانتقالية من اليقظة إلى النوم.
وعلى الرغم من أنَّ اضطراب النوم غير ضارٍّ في مُعظم الحالات، حذَّر الخبراء من أنَّه قد يُؤدي إلى الأرق واضطراب الاكتئاب الشديد.
وأجرى عالم أعصابٍ مُؤخرًا تجربةً تُشير إلى أنَّ الأدوية النفسية يُمكن أن تُغيِّر المواد الكيميائية في الدماغ، مما يُؤدي إلى “ارتعاشات النوم”.
وفي الدراسة، حلل البروفيسور الغامدي أنماط نوم رجل في منتصف العمر كان يتناول إسيتالوبرام، وهو نوع من مضادات الاكتئاب يُسمى مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI).
واشتكى المريض من شعور مفاجئ بالسقوط ليلًا، مصحوبًا بخفقان في القلب، وشعور بالتوتر، وخوف شديد من عدم القدرة على النوم مجددًا، ولعلاج هذه الظاهرة، طُلب من المريض التوقف عن تناول مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
تحسن ملحوظ في حالة المريض
بعد هذا التعديل البسيط، أظهر المريض تحسنًا ملحوظًا في حالته، واختفت حركة نفضة النوم تمامًا ليلًا، كما اختفت أعراض الاكتئاب التي كان يُعالجها بالدواء.
افترض البروفيسور الغامدي أن اضطراب النوم المستمر قد فاقمت أعراض الاكتئاب لديه بشكل كبير.
ويُمكن أن تُسبب ارتعاشات النوم الشديدة حرمانًا مزمنًا من النوم، مما قد يؤدي إلى الاكتئاب نتيجةً لتغيرات كيميائية عصبية في الدماغ.
وخلصت دراسة أخرى، نُشرت في المجلة الهندية للطب النفسي، إلى نتائج مماثلة، مما يُعزز الصلة بين مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية واضطراب النوم المُزعج.
ووجد الباحثون أنه عندما بدأت امرأة تبلغ من العمر 31 عامًا بتناول إسيتالوبرام، بدأت تُعاني من حركات رأس لا إرادية أثناء النوم.
وكانت هذه الحركات عبارة عن تشنجات مفاجئة لا إرادية أثّرت بشكل كبير على جودة نومها.
وعندما توقفت عن تناول إسيتالوبرام وبدأت بتناول فلوكسيتين، وهو نوع آخر من مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، أفادت بانخفاض ملحوظ في وتيرة وشدة حركات الرأس المتشنجة أثناء النوم.
وخلص الباحثون إلى أن هذا يُسلط الضوء على ضرورة توعية مُقدمي الرعاية الصحية بهذا الأثر الجانبي “الذي قد يُغفل عنه” لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
ويمكن أن تُسبب ارتعاشات النوم اضطرابًا في النوم، وتُسبب القلق، وتؤثر سلبًا على جودة حياة المريض، حيث يجب على الأطباء إدراك أن هذه الحركات اللاإرادية، وإن كانت حميدة، إلا أنها قد تكون مُزعجة، وقد تنشأ بشكل خاص بعد زيادة الجرعة أو بدء تناول مُثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
يعتقد بعض العلماء أن ارتعاشات النوم ناتجة عن سوء تفسير الدماغ للمرحلة الانتقالية بين اليقظة والنوم، يعتقد الدماغ أن الجسم يجب أن يكون مستيقظًا، فيرسل إشارات لتنبيه العضلات.
وعلى الرغم من أنها قد تكون مُفاجئة، إلا أن ارتعاشات النوم غير ضارة تمامًا، حيث تُصيب حوالي 70% من البالغين، ونادرًا ما تكون علامة على أي حالات مرضية كامنة، كما يُحذر الخبراء.
ومع ذلك، حثّ الخبراء على توخي الحذر، حيث نُصح المرضى بعدم التوقف عن تناول أدويتهم دون استشارة الطبيب المسؤول عن رعايتهم أولًا.