100 يوم من ولاية ترامب الثانية.. كوارث اقتصادية وسياسية على الولايات المتحدة والعالم

انقسام وجدل كبير تشهدة الساحة الأمريكية والعالم حول تقييم أول مائة يوم من ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية.
ورغم تعرضه لحملة انتقادات واسعه من جانب خصومه وانخفاض شعبيته حسب استطلاعات للرأي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن أول 100 يوم من ولايته الثانية في البيت الأبيض كانت ناجحة للغاية.
وصرح ترامب في مقابلة مع مجلة “تايم”: “أعتقد أننا حققنا أول 100 يوم رئاسية ناجحة جدا. كتب الكثيرون أن هذا كان أفضل شهر أول، وأفضل شهر ثان – وبالفعل أفضل شهر ثالث. لكن هذا لن يكون ملموسا على الفور، لأن الانتقال يحتاج إلى بعض الوقت”.
وهاجمت منظمة العفو الدولية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تقريرها السنوي الصادر اليوم الثلاثاء.
وقالت المنظمة في تقرير حالة حقوق الإنسان في العالم: إن تعدد الهجمات كان من السمات البارزة لأول 100 يوم من حكم ترامب”.
وذكر التقرير: أن إجراءات ترامب للتراجع عن المكاسب المحققة في مكافحة الفقر العالمي والعنصرية وغيرها من أولويات حقوق الإنسان، لم تبدأ مع إدارته الثانية، إلا أن الرئيس الأمريكي “يسرّع” الجهود لعكس تلك المكاسب.
وصرحت يوليا دوخرو، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا، خلال عرضها للتقرير السنوي للمنظمة الحقوقية، أن إعادة انتخاب ترامب تشكل خطرا يتمثل في نهاية القواعد والمؤسسات التي أُنشئت بعد الحرب العالمية الثانية لضمان السلام والحرية والكرامة لجميع شعوب العالم.
وأضافت دوخرو: “بعد مرور مئة يوم على تولي الإدارة الأمريكية الجديدة، تصاعدت الاتجاهات السلبية التي شهدناها في السنوات الأخيرة”، محذرة من أن تقليص “المساعدات الإنسانية يعرض ملايين الأشخاص للخطر”.
وفي الولايات المتحدة، من المقرر أن يتم تفكيك وكالة التنمية الدولية، وهي جهة ذات أهمية خاصة بالنسبة لإفريقيا، بحلول الأول من يوليو.
وعلى الصعيد الدولي، أشارت دوخرو إلى وجود اتجاه متزايد يتمثل في أن انتهاكات حقوق الإنسان لم تعد تُنفى أو تُخفى، بل يتم تبريرها علنا.
وشددت على أن هناك تصاعدا ملحوظا في عدد النزاعات على مستوى العالم.
ويُوثق التقرير السنوي، الذي يرصد الأوضاع في 150 دولة، إجراءات وحشية لقمع المعارضة، غالبا ما تنطوي على سقوط ضحايا من المدنيين في النزاعات المسلحة، إلى جانب قصور في الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ.
وسجل ترامب أدنى نسبة تأييد لرئيس أمريكى خلال أول 100 يوم من ولايته، حسب استطلاع جديد أجرته صحيفة “واشنطن بوست” بالتعاون مع “إى بى سى نيوز” ومؤسسة إبسوس.
وكشف الاستطلاع أن 39% فقط من الأمريكيين يوافقون على أداء ترامب، بينما يعارضه 55%، منهم 44% يعارضونه بشدة.
وتمثل هذه الأرقام انخفاضا عن مستويات التأييد المسجلة فى فبراير الماضي، عندما كانت نسبة المؤيدين 45% والمعارضين 53%.
وفى حين يتمتع معظم الرؤساء بفترة “شهر عسل” خلال الشهور الأولى لولايتهم، يبدو أن ترامب يشكل استثناء، إذ سجل أدنى نسبة تأييد لرئيس أمريكى خلال أول 100 يوم من ولايته، مقارنة بـ42% لجو بايدن خلال الفترة نفسها.
وقد شهد ترامب تراجعا حادا فى صفوف بعض أهم قواعده الانتخابية، مثل البيض من غير الجامعيين، الذين تراجعت نسبتهم المؤيدة له بمقدار 10 نقاط، والشباب دون الثلاثين عاما بتراجع 13 نقطة، فضلا عن الناخبين الذين لم يصوتوا فى الانتخابات الأخيرة.
وأظهر استطلاع جديد أجرته شبكة CNN بالتعاون مع شركة الأبحاث المستقلة SSRS أن 59% من السكان يعتقدون الآن أن سياسات ترامب قد أدت إلى تدهور الظروف الاقتصادية، بزيادة عن 51% في مارس/ آذار.
وفي الوقت الحالي، يعتقد ما يقرب من 70٪ من الأمريكيين أنه من المرجح، ولو إلى حد ما، أن تدخل الولايات المتحدة في ركود اقتصادي العام المقبل، وفقًا لاستطلاع CNN.
كما أظهرت استطلاعات موقع “Decision Desk HQ” وصحيفة “Hill” انخفاض معدل الرضا على الرئيس الأميركي إلى أدنى مستوى منذ بداية ولايته الثانية وسط صعوبات اقتصادية وانتقادات عامة.
بينما كشف استطلاع لوكالة رويترز وشركة “Ipsos”، الأربعاء، أن 42 بالمئة فقط من الأميركيين يوافقون على أداء الرئيس ترامب في المجال الاقتصادي.
وبشأن الولاية الرئاسية الثالثة، التي تحدث ترامب عنها رغم أن الدستور الأمريكي يمنعه من الترشح مجددا، أعرب 75% ممن شاركوا في الاستطلاع عن الرأي بأن ترامب يجب ألا يترشح للرئاسة من جديد.
وقال 53% من مؤيدي الحزب الجمهوري إن ترامب يجب ألا يسعى لولاية ثالثة.
وحسب خبراء، فإن ترامب تسبب في قلب النظام الجيوسياسي الدولي رأسا على عقب، وفرض مواقف غير معهودة للإدارة الأمريكية في ملفات داخلية مثل الصراع مع القضاء، ورغبته في الترشح لولاية انتخابية ثالثة، فضلا عن مواقف دولية غير معتادة في الأزمة الروسية وحرب غزة والعلاقات مع كندا والصين وأوروبا وغرين لاند.
وشهد مؤشر “داو جونز” تقلبات كبيرة، حيث انخفض بشكل حاد بعد الإعلان عن فرض تعريفات جمركية، ثم ارتفع بسبب تأجيل تلك الرسوم لمدة 90 يوما. كما تراجعت الأسواق بشكل حاد نتيجة لتفاقم الحرب التجارية مع الصين، مما دفع السوق إلى أسوأ أداء له منذ بداية جائحة كورونا.
ومن المتوقع أن يسجل مؤشر الدولار أسوأ أداء له خلال أول 100 يوم من رئاسة الولايات المتحدة، وذلك استنادًا إلى البيانات التي تعود إلى عهد نيكسون، عندما تخلت أميركا عن معيار الذهب وتحولت إلى سعر صرف عائم حر، حسب تقرير لـ “فايننشال بوست”، أشار لخسائر الدولار ما يقرب من 9 بالمئة بين 20 يناير (يوم تنصيب ترامب) وحتى 25 أبريل، متجهًا نحو أكبر خسارة منذ العام 1973 على الأقل.
ووفق التقرير، فقد تميزت أول 100 يوم للرئيس في منصبه في العقود الأخيرة بقوة عملة البلاد، مع متوسط عوائد يقترب من 0.9 بالمئة بين عام 1973، عندما بدأ ريتشارد نيكسون ولايته الثانية، وعام 2021، عندما تولى جو بايدن منصبه.
وقد أدت مبادرات ترامب السياسية أيضًا إلى زيادة خطر حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة إلى جانب تسارع التضخم مرة أخرى، مما يحد من نطاق تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
كما أثارت تعليقات الرئيس الأمريكي بشأن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وخاصة تهديده بإقالته، قلق المستثمرين، مما زاد من مخاوفهم بشأن استقلالية البنك المركزي الأميركي. بينما صرح ترامب لاحقًا بأنه لا ينوي إقالة باول.