رفض مصري ودولي لخطة إسرائيل «إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل»

بعد موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على خطة الجيش لتوسيع عملياته في قطاع غزة، وإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، والتي ستشمل غزو قطاع القطاع والسيطرة على أراضيه، حسب مسؤول إسرائيلي، رفض عدد من الدول الخطة الإسرائيلية.
فقد قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن “ما يتردد عن احتمالات توسيع العدوان على قطاع غزة مرفوض تماما”، داعيا المجتمع الدولي إلى “التصدي لها”.
وأضاف عبد العاطي في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية الجبل الأسود: “مصر تواصل جهودها لوقف المذابح الإسرائيلية، ولا بد من العودة لاتفاق وقف إطلاق النار ووقف الانتهاك الممنهج لتجويع الفلسطينيين”.
وتابع: “مر أكثر من 60 يوم على منع إدخال المساعدات، وهذا أمر مخجل للمجتمع الدولي ولا يمكن القبول به”.
واعتبر الوزير المصري أن إسرائيل “ملزمة قانونا بتوفير المأكل والمشرب للفلسطينيين، باعتبارها سلطة احتلال”.
كما أعربت الصين عن “قلقها البالغ”، إزاء خطة إسرائيل لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، والتي قالت إسرائيل إنها ستؤدي إلى المزيد من عمليات نزوح الفلسطينيين إلى الجنوب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي دوري ردا على سؤال حول خطط إسرائيل لتوسيع العمليات العسكرية في القطاع: “تشعر الصين بقلق بالغ إزاء الوضع الفلسطيني- الإسرائيلي الحالي”.
وأضاف المتحدث: “تعارض الصين العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة، وتأمل أن تقوم جميع الأطراف بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل مستمر وفعال والعودة إلى المسار الصحيح من أجل التوصل إلى حل سياسي.
وأعرب وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو، اليوم الثلاثاء، عن إدانته الشديدة لخطة الحكومة الإسرائيلية “للسيطرة” على قطاع غزة، معتبرا أن هذا الأمر يتعارض مع القانون الدولى.
وقال بارو، في تصريحات صحفية اليوم، “هذا أمر غير مقبول”، معتبرا أن الحكومة الإسرائيلية تنتهك القانون الإنساني.
و قالت حركة “حماس”، اليوم الثلاثاء، إن خطة إسرائيل لتوسيع العملية العسكرية في غزة ونقل المزيد من سكان القطاع إلى الجنوب تمثل “قرارا صريحا بالتضحية” بالرهائن في القطاع.
وأكدت الحركة المسلحة أن الخطة تُعيد إنتاج “فشل (إسرائيل) الذي بدأ قبل 18 شهرا دون أن تنجح في تحقيق أي من أهدافها المعلنة”، وتابعت “حماس” بالقول إن “تهديدات وخطط” رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، “لن ترهبها”.
وأردفت “حماس” في بيانها بالقول: ” نحن أصحاب الأرض وسنبقى عليها، وندعو الدول العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم والتحرك الفوري لِلَجم حكومة الاحتلال الفاشي وكبح جرائمها الوحشية”، على حد قولها.
وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة عن قلق الأمين العام أنطونيو غوتيريش بشأن التقارير التي تفيد بخطط إسرائيل لتوسيع العمليات البرية وإطالة أمد وجودها العسكري في غزة، الأمر الذي “سيؤدي حتما إلى مقتل أعداد لا تُحصى من المدنيين وتدمير غزة بشكل أكبر”.
وفي رده على أسئلة الصحفيين في نيويورك، شدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن ما هو ضروري الآن هو إنهاء العنف، “وليس مزيد من وفيات المدنيين والدمار”.
وأضاف: “غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، ويجب أن تبقى كذلك. ويواصل الأمين العام الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار. يجب إطلاق سراح الرهائن فورا ودون قيد أو شرط”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد كشف أمس الاثنين، عن تفاصيل خطة جديدة في غزة، أبرز سماتها أن الهجوم الموسع على حركة حماس سيكون “مكثفا” من قبل الجيش الإسرائيلي، وأن القطاع سيشهد “نقل المزيد من الفلسطينيين في غزة من أجل سلامتهم”.
وفي تفاصيل الخطة، حسب نتنياهو، فإن الجنود الإسرائيليين لن يدخلوا غزة ويشنوا غارات ثم ينسحبوا، بل “النية هي عكس ذلك”، وإن الهجوم الجديد على غزة سيكون بمثابة “عملية عسكرية مكثفة بهدف هزيمة حماس”.
وقدم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين توضيحات لاحقة في بيان، ووصف الخطة التي يعملون عليها بأنها ستكون “أكثر تنظيما للقضاء على حماس والإفراج عن المختطفين”.
كما أكد أن إسرائيل تجهز لعملية عسكرية موسعة تتضمن نقل السكان لجنوب قطاع غزة، مشيرًا إلى تكرار نموذج رفح في مناطق أخرى من قطاع غزة.
الخطةُ وُصفت بـ “الاستراتيجية” وأُطلق عليها اسم “عربات جدعون”، وستعمل من خلالها إسرائيل على احتلال قطاع غزة وإبعاد السكان إلى الجنوب تحديدا نحو رفح، ليتم بعدها شن ضربات مدروسة على حماس.
كما سيعمل الجانب الإسرائيلي على إنشاء منطقة آمنة بين خاني ونس ورفح، يتم توجيه المدنيين لها، حيث أن مناطق شمالي قطاع غزة منها بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا هي المستهدفة.
وستكون رفح وفق الجيش الاسرائيلي منطقة العمليات الانسانية بحيث يتواجد فيها الطعام والمواد الغذائية والحماية، كما يقول الجيش.
وبحسب محللين، فإن الخطة الإسرائيلية الجديدة هدفُها توسيعُ العمليات العسكرية في غزة وتعزيز فكرةِ الهجرة الطوعية لسكان القطاع المدمر.