ما هو فطر الرشاشيات الخارق الذي يُصيب ملايين الأشخاص سنويًا؟

ما هو فطر الرشاشيات الخارق الذي يُصيب ملايين الأشخاص سنويًا؟

حذر الخبراء من أن تغير المناخ يُسهم في انتشار فطر الرشاشيات القاتل الذي يُصيب ملايين الأشخاص سنويًا مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة.

ويُوجد فطر الرشاشيات، وهو نوع من العفن، في كل مكان حولنا – في الهواء والتربة والغذاء والمواد العضوية المتحللة.

ولكن إذا دخلت الجراثيم إلى الرئتين، فقد تنمو الفطريات إلى كتل بحجم كرات التنس، مما يُسبب مشاكل تنفسية حادة – وهي حالة تُسمى داء الرشاشيات.

ويمكن أن تنتشر العدوى بعد ذلك إلى الجلد أو الدماغ أو القلب أو الكلى، وتُسبب الوفاة، يقول الباحثون إن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يُغذي نمو وانتشار فطر الرشاشيات في جميع أنحاء أوروبا، مما يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض الفتاك.

تُقدر بالفعل أن العدوى الفطرية الغازية، مثل داء الرشاشيات، تُسبب ما لا يقل عن 2.5 مليون حالة وفاة عالميًا كل عام، وهو ما ينذر العالم بـ “نقطة تحول” في انتشار مسببات الأمراض الفطرية، ونحن نتحدث عن مئات الآلاف من الأرواح، وتحولات قارية في توزيع الأنواع، وبعد 50 عامًا، ستختلف الكائنات التي تنمو – وتلك التي تصيبنا – تمامًا.

في حين أن معظم الناس لا يمرضون من استنشاق جراثيم الرشاشيات، إلا أن علاج العدوى يصبح أكثر صعوبة بمجرد استفحالها.

من أكثر عرضة للإصابة بـ فطر الرشاشيات؟

ويُعتبر الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة – بسبب حالات مثل الربو أو التليف الكيسي أو داء السكري، أو نتيجة علاجات مثل العلاج الكيميائي – أكثر عرضة لخطر الإصابة بشكل ملحوظ.

وتشير أبحاث جديدة إلى أن فطر الرشاشيات، الموجود بالفعل، قد ينتشر عبر أجزاء كبيرة من شمال أوروبا وآسيا والأمريكتين.

وخلال السنوات الـ 75 القادمة، قد يصل هذا النوع إلى القطب الشمالي، مما قد يُعرّض تسعة ملايين شخص إضافي للإصابة به.

ويرتبط هذا الفطر أيضًا بارتفاع درجات الحرارة العالمية، حيث يُنتج الأفلاتوكسينات – وهي مواد كيميائية مرتبطة بالسرطان وتلف الكبد الشديد.

ويعتقد العلماء أن ارتفاع درجات الحرارة ومستويات ثاني أكسيد الكربون يُسرّع إنتاج هذه السموم الخطيرة التي تهدد صحة الإنسان والأمن الغذائي.

ووفقًا للدراسة، قد يؤدي انتشار هذا الفطر في النهاية إلى تدمير الموائل الموجودة في الدول الأفريقية والبرازيل، مما يُعطل النظم البيئية الحيوية للحياة، كما تُشير البيانات الحديثة إلى أن هذا المُمرض قد يُصبح مقاومًا للعلاج.

يعود ذلك في المقام الأول إلى الإفراط في استخدام الأدوية المضادة للفطريات في الطب والزراعة، مما شجع على تطور سلالات أكثر سمية من الفطريات، مقاومة للجرعات العالية من الأدوية، والمعروفة باسم الآزولات.

كما تتكاثر الفطريات وتتطور أسرع بكثير من البشر، وهذا يعني أنه كلما زاد تعرض هذه الكائنات للأدوية المضادة للفطريات، زاد احتمال ظهور سلالات مقاومة – أو فطريات فائقة.