كيف تكتشف مشكلة قصر النظر لدى الأطفال؟

يزداد ارتباك الآباء بشأن كيفية العناية بنظر أطفالهم، مع ارتفاع معدلات قصر النظر لدى الأطفال، ويُحذّر الخبراء من أن نسبة الأطفال الذين يعانون من قصر النظر قد تضاعفت في نصف القرن الماضي، مع توقعات تشير إلى أن نصف السكان قد يُصابون بمشكلة قصر النظر بحلول عام 2050.

على الرغم من تزايد الوعي بانتشار قصر النظر المُتزايد، كشفت دراسة استقصائية حديثة أجرتها شبكة “مامز نت” لرعاية الأطفال عن وجود فجوة كبيرة في فهم الآباء لكيفية معالجة هذه المشكلة.

ويُشير الاستطلاع إلى أن الآباء غالبًا ما يكونون غير متأكدين من أفضل مسار عمل لبصر أطفالهم، ويُبرز هذا الغموض الحاجة إلى معلومات وإرشادات أوضح للآباء الذين يواجهون تحديات قصر النظر لدى الأطفال.

فحوصات العين أقل أولوية 

وجدت الدراسة، أن زيارات الأطفال لطبيب العيون أقل أولوية لدى آبائهم من زيارات الأسنان، إذ يعتبر 89% من الآباء فحوصات الأسنان بالغة الأهمية، بينما يشعر 79% فقط بنفس الشعور تجاه فحوصات العين.

بالإضافة إلى ذلك، لا يرى واحد من كل 10 آباء أي سبب لاصطحاب طفلهم إلى طبيب العيون إلا في حال وجود مشكلة تُثير القلق، ولا يعلم واحد من كل خمسة آباء أن فحوصات البصر المدرسية لا تُعادل فحص العين الكامل.

وتشير الدراسات الجديدة إلى وجود وعي لدى الأمهات بتضاعف نسبة الأطفال المصابين بمشكلة قصر النظر، ولكن هناك وعي أقل بما يجب فعله، مثل قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق، وإجراء فحوصات دورية للعين لدى طبيب عيون.

ويُدرك الآباء أهمية صحة العين، لكن غالبًا ما يكونون غير متأكدين من كيفية وتوقيت فحص عيون أطفالهم، ويفترضون أحيانًا أن المدارس تُعنى بذلك تلقائيًا.

ومن الواضح أن هناك لبسًا كبيرًا حول صحة عيون الأطفال، وبينما تُعدّ فحوصات الأسنان أولوية، فإن فحوصات العين والتي غالبًا ما لا تكون كذلك.

فحوصات العيون السنوية

توصي كلية أطباء البصريات بإجراء فحص عيون سنوي للأطفال دون سن السادسة عشرة، بدءًا من سن الثالثة تقريبًا، إلا إذا كانوا يعانون من مشاكل في الرؤية أو قصر نظر، وفي هذه الحالة يجب إجراء الفحص بشكل متكرر.

صعوبة الرؤية في الفصل 

تشير كلية أطباء البصريات إلى أنه إلى جانب المشاكل الاجتماعية والتعليمية الناجمة عن ضعف البصر، هناك جوانب أخرى أقل شيوعًا على المدى الطويل، وحتى انخفاض مستويات قصر النظر يُهيئ الشخص للإصابة بأمراض خطيرة في العين في وقت لاحق من الحياة، وخاصةً فيما يتعلق بانفصال الشبكية وإعتام عدسة العين والزرق.

ويعني قصر النظر أن السبورة البيضاء في الفصل ستكون ضبابية، مما يُصعّب على الأطفال رؤية ما يكتبه المعلم. وهذا سيؤثر سلبًا عليهم، وبالطبع، من غير المرجح أن يكون تركيزهم في الفصل جيدًا إذا لم يتمكنوا من رؤية ما يكتبه المعلم؛ نظرًا لأن قصر النظر يظهر تدريجيًا، فقد لا يُدرك الأطفال أن بصرهم يتدهور.