ما هو تعدين البيتكوين؟ وما هو تأثيره على الموارد العالمية؟

بلغ تعدين البيتكوين مستوى قياسيًا، لكن “السر القذر” للعملة المشفرة لا يزال يتردد صداه، حيث أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن “الهمهمة المستمرة” التي يتعرض لها البعض في الولايات المتحدة أثناء توليد محطات الطاقة للطاقة اللازمة لإنتاج بيتكوين جديد.

ويُعد التعدين جوهر العملات المشفرة: فكل بيتكوين، الذي تبلغ قيمته حاليًا حوالي 110،000 دولار، بدأ حياته نتيجة لهذه العملية الحاسوبية المعقدة. ويعتمد النظام بأكمله عليها للاستمرار في العمل.

وفي بداياته، كان تعدين العملات المشفرة سهلًا نسبيًا: كانت الشبكة صغيرة بما يكفي لإجرائه على جهاز كمبيوتر محمول. أما الآن، فهو يتطلب مرافق ضخمة مليئة بأجهزة التعدين، مصنوعة من أجهزة كمبيوتر متخصصة مصممة لإجراء الحسابات بأقصى سرعة وموثوقية ممكنة.

عملية تعدين العملات المشفرة

يُعد تعدين العملات المشفرة عمليةً سهلةً نسبيًا، وإن كانت صناعةً شديدة التعقيد. باختصار، تسمح التقنية التي تُبنى عليها هذه العملات للمستخدمين بتكليف أجهزة الكمبيوتر بمهام حوسبة معقدة وغير مجدية للعثور على أرقام محددة – تُعرف باسم “الأرقام غير المحددة” – تُمكّن من إنشاء بيتكوين جديد.

ويُعدّ التحقق من هذه الأرقام أمرًا سهلًا، ولكن من الصعب العثور عليها أصلًا، كما هو الحال مع التنقيب لأسابيع للعثور على كتلة من الذهب، حيث يُعد تعدين البيتكوين في الواقع النسخة المحوسبة من ذلك، ويُعدّ وسيلةً للتحقق.

مع ازدياد قيمة البيتكوين، تزداد عوائد التعدين. هذا يعني أنه ازدهر ليصبح تجارةً عالميةً ضخمةً، تضم شركاتٍ تشتري كمياتٍ هائلةً من قوة الحوسبة للتحقق مما يتم إنجازه.

في حين أن التعدين مُربحٌ لمن يمارسونه، إلا أن هذا ليس سوى سببٍ ثانوي. فالتعدين نفسه يُؤمّن شبكة البيتكوين، إذ يعني أنه لا يُمكن لأي جهاز كمبيوتر مُحدد اختراقها، وهذا يُحافظ على أمان نظام المدفوعات.

نمو تعدين البيتكوين 

أدى نمو تعدين البيتكوين إلى صناعةٍ عالمية إلى انتقاداتٍ شديدة، وكل هذا التعدين يستهلك طاقة هائلة – فهو يستهلك كهرباءً أكثر من العديد من الدول – مما أثار تساؤلات حول استدامة هذا العمل، خاصةً وأن الطاقة لا تُستخدم فعليًا لأي غرض.

وسعى العاملون في مجال تعدين العملات المشفرة إلى تعويض ذلك من خلال عمليات أنظف. لسنوات، سعى البعض في هذا المجال إلى طرق أنظف لتشغيل هذه الأنظمة – ولكن لا يوجد في التكنولوجيا نفسها ما يُكافئ من يقومون بتعدين البيتكوين بطرق أكثر مراعاةً للبيئة.

وتضمنت حلول أخرى التخلي عن التعدين كليًا، حيث انتقلت العديد من العملات المشفرة الأحدث إلى نموذج إثبات الحصة – مثل إيثريوم، ثاني أكبر عملة، والتي فعلت ذلك في عام ٢٠٢٢ – وهو أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.

في النهاية، سيتوقف تعدين البيتكوين. بمرور الوقت، تنخفض مكافأة كل كتلة مُعدّنة، حتى يتم إنشاء ٢١ مليون بيتكوين، وهو ما يُقدر حدوثه حوالي عام ٢١٤٠.