نزوح جماعي من الدبيبات بسبب تصاعد الاشتباكات.. وآلاف المدنيين يهربون نحو المجهول

نزوح جماعي من الدبيبات بسبب تصاعد الاشتباكات.. وآلاف المدنيين يهربون نحو المجهول

تشهد بلدة الدبيبات والقرى المجاورة لها في محلية القوز بولاية جنوب كردفان موجة نزوح واسعة منذ أواخر الأسبوع الماضي، عقب اندلاع معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في إطار تصعيد ميداني متواصل منذ أوائل مايو 2025.

وقال عدد من الشهود ونازحين ميدانيًا إن الاشتباكات دفعت آلاف السكان لمغادرة منازلهم تحت تهديد السلاح والقصف، وسط ظروف بالغة الخطورة وصعوبات لوجستية كبيرة.

 رحلة نزوح محفوفة بالمخاطر نحو شمال كردفان

أفاد النازح أحمد عادل لموقع “دارفور24” أن المئات من المدنيين الفارين سلكوا طرقًا وعرة مشيًا على الأقدام باتجاه مدينة الأبيض في شمال كردفان، وسط انعدام للأمن والموارد. وأضاف أن الرحلة كانت مليئة بالمخاطر، حيث انفصلت العديد من الأسر عن بعضها، وضاع أطفال عن ذويهم وسط الهلع والفوضى.

وبينما استطاع البعض الوصول إلى نقطة العبور المعروفة باسم “المثلث” بين شمال وجنوب كردفان، توجّهت مجموعات أخرى إلى قرى ومناطق متفرقة، مثل:
الحمادي، كازقيل، أم شلختي، سوشاي، كركراية، حلة المهدي، أم دراساية وأم عرادة، حيث تواجه هذه الأسر أوضاعًا إنسانية متدهورة.

 نزوح متسارع وسط تمدد المعارك

وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الهجرة الدولية، فقد نزحت 1،821 أسرة من بلدة الدبيبات فقط في يوم 29 مايو، نتيجة تصاعد العمليات العسكرية وتوسعها إلى المناطق المدنية.
وأشارت المنظمة إلى أن غالبية هذه الأسر لجأت إلى مناطق أكثر أمنًا داخل محلية القوز، فيما اختارت عائلات أخرى التوجه إلى محليتي أبو زبد والسلام في ولاية غرب كردفان المجاورة، طلبًا للحماية.

أزمة إنسانية تتفاقم في ظل غياب الدعم الدولي

مع ازدياد رقعة القتال في جنوب وغرب كردفان، تزداد المخاوف من كارثة إنسانية وشيكة، حيث لا يزال آلاف النازحين يعانون من نقص حاد في الغذاء، المأوى، والرعاية الصحية. ورغم التحذيرات المتكررة من منظمات محلية، إلا أن الاستجابة الدولية لا تزال غائبة فعليًا، في ظل عجز المنظمات عن الوصول للمناطق المتأثرة.