ما هو صبغة الميثيلين الأزرق؟ وهل لها تأثير فعلي على تنشيط الدماغ؟

تبدو الادعاءات حول أزرق الميثيلين جذابة، ولكن حتى الآن، الأدلة التي تدعم فوائده الصحية شحيحة، رغم أن الانترنت يعج بتعليقاتٍ تُشيد بمادة كيميائية سائلة تُسمى أزرق الميثيلين، تُباع كمكمل غذائي.
على مدار السنوات الخمس أو العشر الماضية، أصبح أزرق الميثيلين يُروَّج له على الإنترنت على أنه ما يُسمى بعامل منشط للذاكرة – وهي مادة تُعزز الوظائف الإدراكية.
ويزعم البائعون أنه يُعزز طاقة الدماغ، ويُحسِّن الذاكرة، ويُعزز التركيز، ويُزيل ضبابية الدماغ، من بين فوائد أخرى مُفترضة.
ما هو أزرق الميثيلين؟
أزرق الميثيلين عبارة عن صبغة صناعية تُوجد على شكل مسحوق أخضر داكن، وتكتسب لونًا أزرق غامقًا عند إذابتها في الماء. تشير أبحاثي وأبحاث باحثين آخرين إلى أن العديد من الأصباغ الصناعية المستخدمة على نطاق واسع في الأطعمة والأدوية يمكن أن تُحفز ردود فعل مناعية ضارة محتملة في الجسم.
ولكن على عكس أصباغ الطعام الشائعة – والتي حظرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إحداها مؤخرًا – لا يُشتق أزرق الميثيلين من البترول، المعروف أيضًا باسم النفط الخام. بل إنه ينتمي إلى عائلة مختلفة من الأصباغ، والتي لا يُعتقد أنها تُسبب هذه المخاوف الصحية.
وتم تصنيع أزرق الميثيلين لأول مرة عام 1876 كصبغة للمنسوجات، وكان يُقدر بلونه القوي وقدرته على الالتصاق جيدًا بالأقمشة.
وبعد فترة وجيزة، اكتشف الطبيب الألماني بول إيرليخ قدرته على صبغ الأنسجة البيولوجية وقتل الطفيلي المسبب للملاريا، مما جعله من أوائل الأدوية الاصطناعية المستخدمة في الطب.
لم تنتشر هذه المادة الكيميائية على نطاق واسع كعلاج للملاريا لأنها لم تكن أكثر فعالية من الكينين، العلاج القياسي آنذاك. ولكن في ثلاثينيات القرن الماضي، وجدت هذه الصبغة استخدامًا جديدًا في اختبار سلامة الحليب الخام أو غير المبستر. إذا بهت لونها الأزرق بسرعة، فهذا يعني أن الحليب ملوث بالبكتيريا، أما إذا ظل أزرق اللون، فيُعتبر الحليب نظيفًا نسبيًا.
أصبح اختبار السلامة هذا قديمًا إلى حد كبير. ولكنه يعمل بفضل القوة الكيميائية الفائقة لأزرق الميثيلين، وهي أن جزيئاته قادرة على تبادل الإلكترونات مع جزيئات أخرى، مثل شاحن بطارية صغير.
كيف يستخدمه الأطباء اليوم؟
هذه القوة الكيميائية الفائقة نفسها تُمكّن من بعض الاستخدامات الطبية لأزرق الميثيلين، والأهم من ذلك، أن الأطباء يستخدمونه لعلاج اضطراب دم نادر يُسمى ميثيموغلوبينية الدم، حيث يتخذ الهيموغلوبين، وهو بروتين غني بالحديد في خلايا الدم الحمراء يحمل الأكسجين، شكلًا مختلفًا لا يمكنه القيام بهذه الوظيفة. يُعيد أزرق الميثيلين وظيفة الهيموغلوبين عن طريق نقل إلكترون.
يستخدم الأطباء أيضًا أزرق الميثيلين أحيانًا لعلاج آثار التسمم بأول أكسيد الكربون، أو الصدمة الإنتانية، أو التسممات الدوائية مثل العلاج الكيميائي. كما يُستخدم كصبغة جراحية لتسليط الضوء على أنسجة معينة، مثل العقد الليمفاوية، أو لتحديد أماكن تسرب الأنسجة التي قد تكون تالفة.
كيف يؤثر أزرق الميثيلين على الدماغ؟
يمكن أن يدخل أزرق الميثيلين الدماغ عن طريق عبور حاجز الأنسجة الواقي المحيط به. وقد وجد الباحثون أيضًا أن هذه المادة الكيميائية يمكنها حماية ودعم الميتوكوندريا، وهي هياكل خلوية غالبًا ما تُوصف بأنها مراكز الطاقة في الخلية. قد يساعد أزرق الميثيلين الميتوكوندريا على توليد الطاقة التي تستخدمها الخلايا. لهذه الأسباب، يدرس الباحثون تأثير أزرق الميثيلين على الدماغ.
حتى الآن، معظم ما هو معروف عن تأثيرات هذه المادة على الدماغ يأتي من دراسات أُجريت على الفئران وعلى خلايا مُزروعة في طبق مختبري، وليس على البشر. على سبيل المثال، وجد الباحثون أن أزرق الميثيلين قد يُحسّن التعلم، ويُعزز الذاكرة، ويحمي خلايا الدماغ لدى الفئران المُصابة بحالة تُحاكي مرض الزهايمر.
كما أظهرت دراسات أُجريت على القوارض أن أزرق الميثيلين يُمكن أن يحمي الدماغ من التلف الناتج عن إصابات الدماغ. وأظهرت دراسات أخرى أن أزرق الميثيلين مُفيد في علاج السكتة الدماغية الإقفارية لدى الفئران. ومع ذلك، لم تُجرَ أي أبحاث حتى الآن بحثًا حول ما إذا كان أزرق الميثيلين يحمي أدمغة البشر من إصابات الدماغ الرضحية أو السكتة الدماغية.