الكنيسة القبطية تحتفل بعيد الخمسين 2025: أسرار “السجدات الثلاث” وبدء صوم الرسل

الكنيسة القبطية تحتفل بعيد الخمسين 2025: أسرار “السجدات الثلاث” وبدء صوم الرسل

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية القبطية اليوم بعيد العنصرة الذي يحل رسميًا يوم الأحد 8 يونيو، كأحد الأعياد السيدية الكبرى، حيث يرمز إلى حلول الروح القدس على التلاميذ بعد خمسين يومًا من قيامة السيد المسيح. ويُطلق عليه أيضًا عيد الخمسين، ويُعد محطة روحية هامة تؤسس لولادة الكنيسة وانتشار الكرازة.

من أبرز طقوس عيد العنصرة 2025، إقامة “صلوات السجدة” في المساء، وهي صلوات ثلاثية تتخللها طلبات وانحناءات أرضية. وتُصلى هذه الصلوات بعد قداس العيد، وتُعبّر عن التوبة والخضوع أمام الله، وتُعد بداية فعلية لصوم الرسل الذي يبدأ في اليوم التالي مباشرة.

وتشهد الكنائس خلال صلوات السجدة حضورًا مكثفًا من الشعب القبطي، وتُلقى فيها قراءات من العهدين القديم والجديد، وتتضمن طلبات من أجل الأمطار والنمو الروحي والسلام.

صلوات السجدة.. أقدس طقس في عيد العنصرة

صلاة السجدة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي طقس صلاة مميز يُقام بشكل خاص في عيد العنصرة (عيد حلول الروح القدس). وتُعرف هذه الصلوات بـ “السجدات الثلاث”، حيث يسجد فيها المصلون خلال طلبات خاصة.

أهمية صلاة السجدة:

* تذكار حلول الروح القدس: تُقام هذه الصلاة تذكارًا لحلول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح في العلية، وهو الحدث الذي أسس الكنيسة ومنح الرسل القوة للكرازة.
* التعبير عن التذلل والخشوع: السجود يرمز إلى التذلل أمام الله والاعتراف بعظمته ورحمته، كما يشير إلى كيفية سقوط الإنسان بالخطية وقيامته بنعمة الله.
* العبادة والتسبيح: هي شكل من أشكال العبادة الروحية العميقة، تتضمن تسبيح الله على فدائه، وطلب الرحمة للأحياء والأموات، وطلب الغفران.
* التشبه بالسمائيين: يُعتقد أن السجدات الثلاث تتشبه بالسمائيين الذين يسبحون الله بالتسبيحة الثلاثية “قدوس قدوس قدوس”.

مكونات صلاة السجدة:

تتكون صلاة السجدة من ثلاث سجدات رئيسية:
* السجدة الأولى: تُقام في خورس المؤمنين (منتصف الكنيسة). تركز على صلاة المسيح الشفاعية.
* السجدة الثانية: تُقام أيضًا في خورس المؤمنين. تتناول وعد المسيح بإرسال الروح القدس.
* السجدة الثالثة: تُقام في خورس الشمامسة والهيكل (القرب من المذبح). تتحدث عن بركات الروح القدس والماء الحي الذي وهب للكنيسة.
كل سجدة تستغرق حوالي ساعة، وتُختتم بطلبة خاصة يمتد وقتها من 5 إلى 7 دقائق، يسجد خلالها جميع المصلين. يتم خلال هذه الصلوات قراءات من الكتاب المقدس وابتهالات من أجل المرضى والمسافرين والراقدين وسلام الكنيسة والوطن ورجال الكهنوت.
لماذا تُقام في عيد العنصرة بالتحديد؟
يرتبط السجود في هذا العيد بحلول الروح القدس على التلاميذ، حيث يُقال أنهم سجدوا عندما حل الروح القدس عليهم. كما أن صلاة السجدة تُعتبر “الذبيحة المسائية” في هذا العيد، مكملة للقداس الإلهي الذي يُقام صباحًا.
يُذكر أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تسمح بالسجود والميطانيات (السجدات الصغيرة) خلال فترة الخماسين المقدسة (الخمسين يومًا بعد القيامة وحتى عيد العنصرة) تعبيرًا عن الفرح بالقيامة، وصلاة السجدة في عيد العنصرة هي أول مرة يُسمح فيها بالسجود بعد هذه الفترة.

أجواء روحانية مليئة بالسلام

عيد العنصرة 2025 ليس مجرد احتفال ديني في التقويم الكنسي، بل هو علامة فارقة في الإيمان المسيحي، حيث يُجدد المؤمنون التزامهم بروح الله الساكن فيهم. من خلال صلوات السجدة وصوم الرسل، تبدأ الكنيسة مرحلة جديدة من التعبد والتكريس. يوم الأحد 8 يونيو سيكون يومًا مقدسًا لكل بيت قبطي، وسط أجواء روحانية مليئة بالرجاء والسلام.