الشمبانزي يثير تساؤلات الباحثين بعلاقته مع الروبوتات

الشمبانزي يثير تساؤلات الباحثين بعلاقته مع الروبوتات

وفقًا لدراسة جديدة، يمكن لقرود الشمبانزي “التقاط” التثاؤب من روبوت آلي يُقلّد تعابير الوجه البشرية، ورغم أنه من المعروف أن التثاؤب يرتبط بتغيرات الانتباه، وتنظيم درجة حرارة الجسم، وكمرحلة انتقالية بين الراحة واليقظة.

والتثاؤب المعدي هو سلوك غريب يتثاءب فيه الحيوان بعد رؤية فرد آخر يُظهر السلوك نفسه، حيث يرتبط هذا الجانب المعدي من السلوك ببعض عناصر التفاعل الاجتماعي، مثل التعاطف والتقليد.

وحتى الآن، لوحظ التثاؤب المعدي لدى الثدييات وبعض الأسماك، لكن أصوله التطورية لا تزال مجهولة.

ويقول العلماء إن هذه الظاهرة تظهر تدريجيًا لدى البشر والشمبانزي والكلاب، حيث تصبح بارزة في عمر أربع سنوات تقريبًا لدى البشر، وخمس سنوات لدى الشمبانزي، وسبعة أشهر تقريبًا لدى الكلاب، ووجدت الدراسة الجديدة، أن الشمبانزي يتثاءب ويستلقي استجابةً لتثاؤب روبوت آلي.

نتائج الدراسة

وتشير النتائج إلى أن مشاهدة إنسان آلي آخر يتثاءب قد يكون بمثابة إشارة لدى الشمبانزي للراحة بدلًا من تحفيز استجابة تلقائية.

وفي الدراسة، استخدم العلماء رأسًا آليًا قادرًا على محاكاة تعابير الوجه لاختبار استجابات 14 شمبانزي بالغًا تتراوح أعمارهم بين 10 و33 عامًا.

واحتوى رأس الروبوت على 33 محركًا دورانيًا تعمل كعضلات لتوليد تعابير الوجه، بما في ذلك التثاؤب، حيث يستمر كل تعبير 10 ثوانٍ.

وعُرضت كلٌّ من قردة الشمبانزي المشاركة في الدراسة لأربع جلسات، مدة كل منها 15 دقيقة، أظهر فيها الروبوت تثاؤبًا، وفتح فمه، وتعبيرات وجه محايدة.

وسجّل العلماء هذه الجلسات بالكاميرا، وقُيّم كل شمبانزي بناءً على استجابته، بالإضافة إلى الوقت الذي قضاه مستلقيًا.

ووُجد الباحثون أن ثمانية من أصل 14 قردة شمبانزي تثاءبت استجابةً لتعبير “التثاؤب” الذي أظهره الروبوت.

وكتب الباحثون: “أظهرت النتائج أن قردة الشمبانزي البالغة أظهرت عدوى التثاؤب بين العوامل، مع استجابة متدرجة: حدثت أعلى نسبة عدوى عندما أظهر الروبوت فمًا مفتوحًا تمامًا، واستجابة أقل عندما كان الفم مفتوحًا جزئيًا، ولم تحدث أي عدوى عندما كان فم الروبوت مغلقًا”.

كما استلقى ثمانية قردة شمبانزي استجابةً لذلك، وجمع بعضها فرشه قبل الاستلقاء، علاوة على ذلك انخرطت قرود الشمبانزي في سلوكيات مرتبطة بالنعاس، مثل جمع مواد الفراش، وبناء الأعشاش، والاستلقاء، أثناء مراقبة الروبوت وهو يتثاءب.

ووفقًا للباحثين، يبدو أن هذه النتائج تُظهر لأول مرة تثاؤبًا معديًا ناتجًا عن نموذج جامد، ويقول العلماء إن هذه النتائج تُلقي مزيدًا من الضوء على قابلية الرئيسيات للسلوكيات المُعدية، إلا أن الآليات البيولوجية الدقيقة المحيطة بها لا تزال غير واضحة.