علامة السودان عبد الله الطيب رحمه الله يتساءل عند سماع مصطلح “الشرق الأوسط”: الأوسط من أي شيء؟ والأقصى من أي شيء؟!

كان علَّامة السودان عبد الله الطيب رحمه الله إذا سمع عبارة ( الشرق الأوسط) يقول : الأوسط من ماذا ؟ والأقصى من ماذا ؟!
كان رحمه الله إلى هذه الدرجة من الحساسية تجاه هيمنة الغربيين التي تجعل الغرب هو (مركز الكون) فبعض البلاد (شرق أوسط) من هذا المركز وبعض البلاد (شرق أقصى) أو (شرق أدنى) منه، بينما الغرب واحد … الغرب فقط!!
وعبد الله الطيب لأنه من أعرف الناس بالغربيين وبثقافتهم وبطباعهم كان شديد البغض لسياساتهم تجاه الآخرين وتجاهنا نحن في عالم الإسلام والعروبة تحديداً.
عبد الله الطيب لمن لا يعرف سيرة حياته نال الدكتوراه من جامعة لندن سنة ١٩٥٠م وكان قد تزوج قبلها بعامين أي سنة ١٩٤٨م فتاةً بريطانية بيضاء مسيحية (أسلمت من بعد) ، وهو من أحسن الناس _ لا السودانيين الناس عموماً_ معرفةً بآداب الإنجليز وحضارتهم من عصورهم الكلاسيكية وقرونهم الوسطى المظلمة إلى عصور نهضتهم ثم حداثتهم.
يجيك واحد من جماعة (عُدنا إلى حُضن المجتمع الدولي) يكون لي هسه (مبهور) بأنه اجتمع ب(فولكر) أو حضر ورشة تدريب لمنظمة غربية في نيروبي أو كمبالا، وحظُّه من الثقافة الغربية لا يتجاوز مفردات (المييتنق) و(البريك) و (الكوكيز) يفتكر انو أي موقف صارم تجاه الهيمنة الغربية وسياساتها دا موقف رجعي وظلامي ومتخلف!!!
عمر الحبر