تعبير انحيازي هو جوهر التشكيل!

**
*بالنسبة لـ”تقدم” تأسيسها نفسه ليس عملاً محايداً لأنه قام على أسس “غير حيادية”، ولأداء أغراض غير حيادية. فقد تشكلت لتوفير الدعم السياسي والإعلامي للميليشيا ولداعمها الأجنبي، بتجميع كل القوى المدنية والمسلحة التي تتخذ هذه المواقف الأساسية الثمانية (التي لا يستطيع أحد أن ينفي أنها شكلت معيار التشكيل). هذه المواقف ــ إضافة لمواقف أخرى شبيهة ظهرت بعد التشكيل ــ لا يمكن أن تكون أساساً لتشكيل كيان محايد، إلا إذا كانت كلمة الحياد قد تعرضت لخسارة دلالية كاملة أفقدتها معناها تماماً، وأعطتها معنىً معاكساً.*:
١. تناويء الجيش وتقف ضد كل داعميه.
٢. تبرئ الميليشيا من إشعال الحرب ومن أي تهمة سياسية.
٣. تتبنى التأسيس الأيديولوجي للحرب كما تطرحه الميليشيا (جذور الحرب/ المظالم التاريخية التي تعرضت لها الميليشيا ومن تدعي أنها تنطق باسمهم).
٤. تصمت عن داعمي الميليشيا الأجانب، وتهاجم من لا يصمتون عنهم.
٥. تفصل بين إجرام الميليشيا وموقفها السياسي الإيجابي منها.
٦. تجرِّم مقاومة المواطنين لعدوان الميليشيا.
٧. تدعم موقف الميليشيا التفاوضي.
٨. وتشكل محطة مؤقتة للعابرين الراغبين في الالتحاق بالميليشيا.
▪️ *الحياد تجاه ميليشيا تحارب المواطنين قصداً، وتمارس التخريب المتعمد، وتشكل ذراعاً لمطامع أجنبية، حتى إن كان حياداً حقيقياً، لن يشكل ستاراً للمتغطين به:*
١. لأنه بمثابة (إعلان) لعدم الانحياز الكامل للوطن وللمواطنين في مواجهة الميليشيا ومرتزقتها وداعمها الأجنبي.
٢. لأن المواطنين ليسوا محايدين تجاه الميليشيا ومرتزقتها وداعمها الأجنبي، وبالتالي فإن موقف الحياد، حتى إن كان حقيقياً، لا يعبر عنهم، بل يشكل اختلافاً جوهرياً ــ لصالح الميليشيا ــ مع موقفهم.
٣. لأنه لا يستطيع أي كيان أن يهندس مواقفه (العلنية) بحيث تلتقط الإمارات والميليشيا ما فيها من انحياز لهما يجلب رضاهما، دون أن يلتقطه الضحايا قبلهما، ودون أن يعتبروا أن هذا الانحياز كان ضدهم، وأن هذا الرضا كان على حسابهم.
٤. لأنه لا توجد فروقات جوهرية بين تحالفي “تأسيس” و”صمود”. وأحد الأدلة هو السهولة التي يجمع بها حزب الأمة القومي بين عضوية التحالفين، واستمراره في هذا الجمع، دون توجس أو اعتراض من أي من التحالفين!
*الحياد ــ إذا كان حقيقياً ــ بين المواطن وجلاده، والوطن والطامع الأجنبي فيه، ليس حياداً بقدر ما هو استقالة أخلاقية وسياسية من الوطنية، فما بالكم بالحياد المزيف!*
إبراهيم عثمان