رسائل سعودية صريحة: لا للإفراط في انتهاك سيادة الدول

رسائل سعودية صريحة: لا للإفراط في انتهاك سيادة الدول

عبدالرحمن بن شديد الفهمي

في خضم التصعيد المتسارع الذي تشهده المنطقة، أرسلت المملكة العربية السعودية رسالة واضحة للعالم: لا للاعتداءات، لا للمساس بسيادة الدول، ولا لانتهاك القانون الدولي تحت أي ذريعة.

الإدانة الشديدة التي عبّرت عنها المملكة تجاه الغارات الإسرائيلية على إيران، ليست مجرد موقف سياسي عابر، بل تعبير عميق عن رؤية ثابتة تنحاز إلى استقرار المنطقة، وترفض منطق العنف والعربدة العسكرية.

لقد وضعت الرياض، من خلال بيان وزارة خارجيتها، النقاط على الحروف؛ فاستهداف دولة عضو في المجتمع الدولي دون غطاء قانوني يمثل خرقًا صارخًا للمواثيق الدولية وتهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، بل والدولي أيضًا.

هذا الموقف لا يُفهم فقط في إطاره الثنائي مع إيران، وإنما كرسالة مبدئية تعكس سياسة السعودية الراسخة في دعم الحلول السلمية ونبذ التصعيد.

ما يلفت النظر أن هذا البيان يأتي في توقيت دقيق، حيث تشهد العلاقات السعودية-الإيرانية مرحلة جديدة من التقارب بعد سنوات من التوتر.

وهو ما يُضفي على موقف المملكة بعدًا دبلوماسيًا يعكس نضجًا سياسيًا ورغبة جادة في ترسيخ التهدئة، لا لمصلحة طرف بعينه، بل لمصلحة المنطقة برمتها.

كما أن دعوة المملكة للمجتمع الدولي، وبالأخص مجلس الأمن، لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في وقف العدوان، تعكس إدراكًا متزايدًا بضرورة إنهاء منطق الإفلات من العقاب الذي شجع قوى عديدة على التمادي في تجاوزاتها، فليس من المنطقي أن تستمر الانتهاكات دون رادع، بينما يكتفي العالم بمواقف رمادية لا تليق بخطورة المرحلة.

في النهاية، لا يمكن قراءة هذا الموقف السعودي إلا ضمن إطار أوسع: سعي دؤوب لإرساء الاستقرار، وتفضيل للحوار على القصف، وللدبلوماسية على المواجهة.

إنها دعوة جادة للعقلاء، بأن ما يجمع شعوب المنطقة من تطلع للسلام يفوق بكثير ما تزرعه السياسات العدوانية من فوضى وخوف.