تحذيرات بشأن فقدان الخصوصية: مستخدمو Meta AI يشاركون محتواهم دون وعي بالآثار العامة.

كشفت تقارير تقنية عن إشكالية تتعلق بخصوصية مستخدمي أداة الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة “ميتا” (Meta AI)، حيث تُنشر بعض استفسارات المستخدمين ونتائجها في تغذية عامة (Public Feed)، دون أن يكون الجميع على علم بذلك، ما يثير مخاوف بشأن الأمان الرقمي وخصوصية البيانات الشخصية.
العديد من المستخدمين يقومون بطرح أسئلة أو أوامر حساسة عبر Meta AI — منها ما يتعلّق بالغش في الامتحانات أو حتى إنشاء صور لشخصيات شبه عارية — ليُفاجأوا بأن هذه الطلبات منشورة على العلن، ويمكن تتبّع بعضها إلى حسابات شخصية على فيسبوك أو إنستغرام، من خلال الأسماء والصور الشخصية المرتبطة بها.
وأعرب خبراء في الأمن السيبراني عن قلقهم، حيث وصفت رايتشل توباك، المديرة التنفيذية لشركة SocialProof Security، الأمر بأنه “مشكلة كبيرة في تجربة المستخدم والأمان”، مؤكدة أن الناس لا يتوقعون أن تُنشر تفاعلاتهم مع روبوتات الدردشة على الملأ كما لو كانت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب ما رصدته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، فقد تم العثور على منشورات علنية لمستخدمين رفعوا صوراً لأسئلة اختبارات مدرسية أو جامعية، وطلبوا من Meta AI حلّها. كما تضمنت بعض المنشورات استفسارات طبية شديدة الخصوصية، مثل التعامل مع طفح جلدي في الفخذ الداخلي.
رغم أن ميزة النشر ليست تلقائية، إلا أن الكثيرين لا ينتبهون إلى الرسالة التحذيرية التي تظهر عند محاولة نشر المحادثة، والتي تنص على: “ما تنشره من مطالبات سيكون عامًا ومتاحًا للجميع… يُرجى تجنب مشاركة المعلومات الشخصية أو الحساسة”. غير أن طبيعة واجهة المستخدم، التي تشبه منصات التواصل الاجتماعي، تسببت في خلط لدى البعض حول خصوصية ما يكتبونه.
وتُوفر Meta AI إمكانية الوصول إليها عبر فيسبوك، إنستغرام وواتساب، بالإضافة إلى إصدار مستقل يتضمن تبويبًا بعنوان “Discover” لاستعراض ما ينشره المستخدمون الآخرون. ويمكن للمستخدم التحكم في إعدادات الخصوصية وجعل التفاعلات خاصة، غير أن هذا الخيار غير مفعّل افتراضيًا.
وتعليقًا على الجدل، أعادت “ميتا” التأكيد في بيان سابق نُشر في أبريل الماضي أن “المستخدم هو المتحكم، ولا يتم نشر أي محتوى ما لم يختر المستخدم مشاركته”. إلا أن هذه السياسة لا تبدو واضحة لكثيرين، خصوصًا في ظل غياب التنبيهات القوية أو التصميمات التي تفرّق بوضوح بين المحتوى الخاص والعام.
في خضم السباق العالمي نحو دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، يبدو أن معركة الخصوصية لا تزال مستمرة، وأن المستخدمين بحاجة إلى وعي أكبر بالبيئة الرقمية التي يتفاعلون معها — خاصة حينما تكون تلك البيئة من صنع منصات اعتادت على جمع البيانات الشخصية وتوظيفها.