ماذا ينبغي علينا فعله في حالة حدوث انفجار نووي؟.. خطوات احترازية قد تحافظ على حياتك

ماذا ينبغي علينا فعله في حالة حدوث انفجار نووي؟.. خطوات احترازية قد تحافظ على حياتك

في حال وقوع تفجير نووي، تبدو الصورة للوهلة الأولى مرعبة، إذ يصاحب الانفجار دمار هائل وحرارة قاتلة وموجات إشعاعية يمكن أن تصيب آلاف الأشخاص. لكنّ الخبراء يؤكدون أن التصرف السريع والواعي خلال اللحظات الأولى من الكارثة يمكن أن ينقذ الأرواح ويقلل من حجم الخطر، خاصة إذا جرى اتباع إرشادات السلامة والتأهب المسبق.

وفقاً لموقع الطوارئ الأمريكي الرسمي “Ready.gov”، فإن السلاح النووي هو جهاز يستخدم تفاعلات نووية لإحداث انفجار، وقد تتراوح أحجامه بين قنابل صغيرة محمولة وحتى رؤوس نووية تُطلق عبر الصواريخ. ويشير التقرير إلى أن أخطر ما يرافق الانفجار هو المواد المشعة التي تنتشر في الهواء، وتكون أكثر ضرراً في الساعات الأولى، حيث يمكن أن تسبب التسمم الإشعاعي أو أمراضاً قاتلة.

عند وقوع التفجير، ينصح الخبراء بالاحتماء فوراً داخل أقرب مبنى. ويفضل أن يكون المبنى متعدد الطوابق أو يحتوي على طابق سفلي.

ويُنصح بالابتعاد عن النوافذ والجدران الخارجية، والتوجه إلى مركز المبنى أو الطابق الأرضي. في حال التلوث الإشعاعي، يجب خلع الملابس الخارجية فوراً وغسل الجسم بالماء والصابون لإزالة المواد العالقة. ولا يُنصح باستخدام معقم اليدين أو المناديل المطهرة لهذا الغرض.

بعد الدخول إلى المأوى، يُفضل البقاء في الداخل لمدة لا تقل عن 24 ساعة، ما لم تصدر الجهات الرسمية تعليمات بالخروج. خلال هذه المدة، يجب تفادي الاقتراب من الآخرين إذا لم يكونوا من أفراد الأسرة، وارتداء الكمامة في حال التواجد مع غرباء، خاصة في أماكن مغلقة.

التواصل مع العالم الخارجي خلال الكارثة قد يكون صعباً، إذ من المتوقع أن تتعطل شبكات الهاتف والإنترنت. لذلك، من الضروري توفر راديو يعمل بالبطارية أو اليد لتلقّي التعليمات من السلطات. هذه الأجهزة تظل الوسيلة الأضمن لمعرفة موعد الخروج الآمن أو التنقل إلى مناطق أخرى.

الاستعداد المسبق أمر جوهري

يُنصح بمعرفة أماكن الملاجئ القريبة من المنزل والعمل والمدرسة، وتخزين حقيبة طوارئ تحتوي على مياه معبأة، وأطعمة غير قابلة للتلف، وأدوية، ومصباح يدوي، وبطاريات إضافية. كما يُفضل أن تحتوي الحقيبة على مستلزمات تكفي لثلاثة أيام على الأقل، إذ قد يستغرق الأمر وقتاً قبل وصول فرق الإنقاذ.

في حال وقوع التفجير وأنت خارج المنزل، حاول الاحتماء خلف جسم صلب أو جدار، واستلقِ على الأرض لحماية وجهك وجلدة رأسك من الحرارة والشظايا. بعد انقضاء موجة الصدمة الأولى، توجّه مباشرة إلى أقرب مبنى واحتمِ فيه، فذلك يمنحك فرصة النجاة من المواد السامة المتساقطة في الهواء.

بعد الانفجار، من المهم خلع الملابس الملوثة بعناية لتقليل التعرض للإشعاع، وغسل الجلد والشعر جيداً. وإذا لم تتوفر مياه أو دش، يمكن استخدام منشفة مبللة لتنظيف الأجزاء المكشوفة من الجسم. حتى الحيوانات الأليفة التي كانت في الخارج يجب تنظيفها. كما يُوصى بتناول الطعام والشراب الموجود داخل المباني فقط، والامتناع تماماً عن استهلاك أي شيء مكشوف في الخارج.

الانفجار النووي قد يؤدي أيضاً إلى مخاطر إضافية، مثل العمى المؤقت نتيجة الوميض الشديد، أو إصابات قاتلة بسبب موجة الانفجار، إضافة إلى التسمم الإشعاعي طويل الأمد. كما أن “النبض الكهرومغناطيسي” الناتج عن التفجير يمكن أن يعطّل الأجهزة الإلكترونية على مدى أميال.

ورغم سوداوية المشهد، فإن امتلاك خطة واضحة، والاحتفاظ بمستلزمات الطوارئ، والوعي الكامل بكيفية التصرف، يمكن أن يشكّل الفارق بين النجاة أو التعرض للخطر. في النهاية، لا يمكن التحكم في وقوع الكوارث، لكن يمكن بالتأكيد التحكم في كيفية مواجهتها.