الدعم الأمريكي لإسرائيل في مواجهة غزة وإيران وآفاق التسوية السلمية

الدعم الأمريكي لإسرائيل في مواجهة غزة وإيران وآفاق التسوية السلمية

الدكتورة تمارا حداد – الأكاديمية والباحثة السياسية الفلسطينية

يعكس المشهد السياسي والأمني في منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر والتعقيد المتزايد، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقيام إسرائيل بضربة استباقية تجاه إيران.

ولا تزال إسرائيل حتى اللحظة مستمرة في عمليتها الأمنية والعسكرية منذ أكتوبر 2023 ضد قطاع غزة، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة، بهدف تحقيق أهدافها الاستراتيجية. كما نفذت إسرائيل عدة عمليات استهداف لمواقع إيرانية أو مرتبطة بإيران في سوريا، وجنوب لبنان، واليمن، وداخل إيران نفسها.

في المقابل، ردّت إيران بإطلاق عدة صواريخ باليستية على تل أبيب، ما أدى إلى خسائر بشرية وأضرار في البنية التحتية.

في سياق متصل، تقدم الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترمب دعمًا سياسيًا وعسكريًا غير مشروط لإسرائيل، مثل تزويدها بالأسلحة والذخائر، وتوفير الحماية الدبلوماسية في مجلس الأمن، إلى جانب الدعم الإعلامي والدولي.

وقد أدى هذا الدعم إلى زيادة عزلة واشنطن دوليًا، وخلق شرخٍ مع حلفائها الأوروبيين، وداخل الرأي العام الأمريكي نفسه، لا سيما بين فئة الشباب والتيار اليساري.

تتجه الأمور نحو شرق أوسط جديد، حيث تبرز عدة سيناريوهات، أبرزها اتساع رقعة الحرب، وقد نشهد اشتباكًا مباشرًا بين إسرائيل وإيران، ما قد يفتح الباب أمام حرب إقليمية واسعة، وهو سيناريو من شأنه أن يعيد تشكيل التحالفات الإقليمية في المنطقة.

ومن المحتمل تقديم مبادرات سياسية جديدة لإيقاف هذا السيناريو الكارثي، ومنع توسّع الاشتباكات إلى حرب موسّعة، أو ربما تقبل إيران بتوقيع اتفاق نووي بشروط أمريكية. ومع ذلك، قد ترفض طهران هذا المسار، وتتمسك بخيار المواجهة العسكرية المباشرة، التي قد تستمر لأسابيع.

إن الوضع في الشرق الأوسط يتجه نحو مزيد من التعقيد، ما لم تحدث تهدئة عاجلة أو يتدخل المجتمع الدولي بجدية لفرض وقف للعدوان، خاصة في غزة وإيران. فالدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل يُغذي نار الحرب، ويقوض فرص السلام، ويضع واشنطن في موقف أخلاقي وقانوني حرج أمام العالم.

وباتت المنطقة اليوم أمام مفترق طرق: إما تصعيد إقليمي كبير، أو فرصة لإعادة صياغة النظام الإقليمي على أساس جديد من التوازن والعدالة.