الربيع العربي: تقييم شامل للأحداث والنتائج

الدكتور عيسى محمد العميري
كاتب كويتي
بعد مايقارب من عقد ونصف، وفيما لو أردنا أن نجري جردة حساب مختصرة لمسيرة الربيع العربي التي ساهمت بتدمير منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية تحديداً أكثر من أنها ساهمت بالبناء كما كانت النظرة السائدة إبان تلك الفترة التي نتداولها في موضوع مقالنا هذا. فالمحصلة النهائية نجد دمار وخراب في البلاد وعلى ظهور العباد.
فمن ناحية زاد الربيع العربي في تعميق مأساة الظروف السيئة في الدول التي حل بها وزادها بؤساً على بؤس!. وأعمل المزيد من الفوضى والخراب. وخرجت الأمور عن السيطرة في كثير منها. ووصل السوء في بعض الأحيان أن يترحم المواطن العربي على الأيام التي سبقت فترة الربيع العربي في غالبيتها.
وأدرك بعض تلك الشعوب بالخطأ الفادح الذي انجر وراء بعض الشعارات الزائفة والتي لاتسمن ولاتغني من جوع. وفي خضم نظرة معمقة وداخلية لتفاصيل أحداث الربيع العربي نجد أن الموجة التي حلت وانتشرت من دولة إلى أخرى كانت موجة خداعة وغير حقيقية فظروف كل بلد تختلف من منطقة لأخرى.
وبالتالي فإن ماينطبق على دولة ليس بالضرورة أن ينطبق على دولة أخرى.! فلكل منطقة أودولة ظروفها التي تختلف فيها عن نظيرتها بالشكل والمضمون وبكل التفاصيل. وفي سرد مختصر لأحداث الربيع العربي نجد أن ثورة الربيع العربي في ليبيا بدأت بشكل أنهى فترة مهمة من تاريخ ليبيا وبالاحرى تاريخ قائدها معمر القذافي.
وكانت كل الطموحات والتطلعات لأن يكون الوضع فيما بعد القذافي أفضل!!. ولكن ماحدث العكس تماماً حيث شهدت البلاد واحداً من أخطر الأحداث، حين اشتبكت القوات والفصائل التي ساهمت بالثورة فيها وتقاتلت مع بعضها البعض. الأمر الذي انعكس سلباً على مستقبل البلاد فيها.
وتطورت الأوضاع فيها لتصل إلى أماكن بعيدة كل البعد عن أساس الثورة فيها. ومن ناحية أخرى نقول بأن ماحدث في التجربة الليبية هو مقياس شبه كامل عما أحدثته تحركات الربيع العربي في العديد من المواقف اللاحقة في العديد من الدول التي طالها الربيع العربي.
وبناء عليه فإن الأوضاع ماقبل ثورات مايسمى بالربيع العربي كانت أفضل مابعدها مهما كانت الظروف التي كانت تمر بها. فلن تكون أفضل في جميع الأحوال. والله الموفق.