مستشار إعلامي لـ”الوئام”: الجماعات المسلحة في غرب ليبيا تستحوذ على الاقتصاد الوطني.

مستشار إعلامي لـ”الوئام”: الجماعات المسلحة في غرب ليبيا تستحوذ على الاقتصاد الوطني.

الوئام – خاص

تتواصل المواجهات بين الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا بعد انسداد الأفق السياسي، ما يُلقي بظلال كثيفة على الاقتصاد الليبي الذي يعاني بشكل كبير نتيجة ارتفاع نسبة التضخم وتدنّي مستوى العملة الوطنية.

ويرى علي الفارسي، المستشار الإعلامي لرئيس حزب “ليبيا الكرامة”، أن الجماعات المسلحة في غرب ليبيا تبتلع اقتصاد الدولة عبر فرض أجنداتها الخاصة.

عرقلة التنمية الاقتصادية
وأضاف الفارسي، في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أن بعض الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون تستخدم الدولة كمصدر تمويل، ما أدى إلى عرقلة التنمية الاقتصادية ومشاريع الدولة للسلام والتنمية، وتهديد بيئة الاستثمار وممرات التجارة وسلاسل التوريد، وبالتالي الأمن القومي.

كيانات موازية
ولفت إلى أن هذه الجماعات أنشأت كيانات موازية تسعى إلى إفراغ مؤسسات الدولة من مقوماتها ودورها، والهيمنة على مختلف القطاعات الاقتصادية وموارد الدولة، من خلال استغلال مناصب الإدارة بعيدًا عن الإنتاج الحقيقي.

تداعيات اقتصادية
وأشار الفارسي إلى أن تداعيات الأحداث الأخيرة في الغرب بدأت تظهر في انخفاض قيمة الدينار الليبي مقابل العملات الأجنبية، ما أدى إلى زيادة تكلفة الواردات وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وهو ما يتجلى بوضوح في نسب التضخم التي انعكست سلبًا على القدرة الشرائية للمواطن.

وتابع: “على الرغم من أن البنك الدولي متفائل بشأن تنامي الناتج المحلي الليبي، إلا أن هناك هذه المرة صعوبات كثيرة أمام النمو، ولا بد من استغلال أحداث الشرق الأوسط وارتفاع أسعار النفط لضخ المزيد من الصادرات، والحفاظ على معدلات إنتاج معتدلة لكبح جماح التضخم ومحاولة دعم قيمة الدينار الليبي”.

استقرار الشرق
ولفت إلى أن شرق ليبيا يشهد حالة من الاستقرار والتعافي نتيجة لاستقرار الأوضاع الأمنية، مشيرًا إلى أن زيارة الفريق صدام حفتر، رئيس أركان القوات البرية، لعدة عواصم أوروبية وآسيوية، حققت تقاربًا في وجهات النظر.

وأردف قائلًا إن هذه التحركات تعزز من الأمن المحلي، وهو ما نراه واقعًا في الجنوب الليبي والمنطقة الوسطى، التي تُعد مكمن الثروات، مما يساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني عبر بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية، على عكس منطقة غرب ليبيا التي تعاني من انفلات أمني حاد.

استقطاب الاستثمارات
وأضاف أن الشركاء الإقليميين جادّون بشأن الاستثمار في مناطق سيطرة القوات المسلحة الليبية، ومنصة الغاز في ساحة مدينة سرت تُعد أولى الاستثمارات الضخمة التي ستعود بالنفع على ليبيا وأوروبا. كما أشار إلى أن السوق القادم قد يشهد انضمام ليبيا إلى أحد أكبر منتديات الطاقة للغاز، وهو أمر ممكن.

واختتم بالقول: “هناك توجهات استثمارية ذكية في مدينة سرت تشمل موانئ بحرية ومطارات، وهو ما قد يُنعش صناعة النفط والغاز، خاصة في مناطق الهلال النفطي التي لا تبعد عن سرت سوى 250 كم فقط. وبالتالي، فإن التوجيهات والانفتاح الاستثماري الأخير للجهاز الوطني للتنمية أحرج الحكومة المركزية في طرابلس، التي أصبحت رهينة للصراع وأهملت الاستثمارات”.