السعودية تتخذ خطوات دبلوماسية لتهدئة التوتر بين إسرائيل وإيران.. سياسة مستمرة لضمان أمن المنطقة

في ظل التصعيد العسكري الخطير بين إسرائيل وإيران، تؤدي المملكة العربية السعودية دورًا دبلوماسيًا محوريًا يهدف إلى احتواء الأزمة ومنع انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح ستكون له تبعات كارثية على السلم الإقليمي والدولي.

وتُجري القيادة السعودية، ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالات دبلوماسية مكثفة مع قادة الدول الفاعلة في المنطقة والعالم، في إطار جهود المملكة المتواصلة لحشد المواقف الدولية والإقليمية من أجل خفض التوترات ومنع تفاقم التصعيد. وتُركّز هذه التحركات على توحيد المساعي الدولية لمنع تحول التوتر إلى صدام أوسع يهدد استقرار الشرق الأوسط.

وأكدت المملكة، عبر بيان رسمي لوزارة الخارجية، إدانتها الشديدة للاعتداءات العسكرية التي شنتها إسرائيل على الأراضي الإيرانية، معتبرة أنها تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتُعد تصعيدًا خطيرًا لا يمكن القبول به.

كما شددت على أهمية اضطلاع مجلس الأمن والمجتمع الدولي بمسؤولياته لوضع حد فوري ونهائي لمثل هذه الاعتداءات.

وفي موقف واضح ومعلن، جددت المملكة رفضها القاطع لاستخدام أجوائها أو أراضيها في تغذية هذا الصراع العسكري، مؤكدة أنها ستتخذ كافة التدابير اللازمة لحماية سيادتها وضمان أمن أراضيها وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها.

وترى المملكة أن تصعيد المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران لا يخدم إلا الجهات المتطرفة التي تتربص بالمنطقة، إذ يؤدي إلى تغذية التطرف العنيف ويدفع الجماعات الأيديولوجية المتشددة للظهور مجددًا، في محاولة لإرباك الأمن وعرقلة مسارات التنمية التي تنتهجها دول المنطقة.

وتحذر الرياض من أن تفاقم هذا الصراع قد يعيد المنطقة إلى موجات الفوضى التي عانت منها في فترات سابقة، مشددة على أن ذلك هو ما تسعى إليه بعض القوى، وفي مقدمتها إسرائيل، لتوسيع نفوذها ومواصلة انتهاكاتها لسيادة الدول دون رادع.

وفي هذا السياق، تواصل الدبلوماسية السعودية العمل على مستويات متعددة لمنع اتساع رقعة النزاع، انطلاقًا من نهج ثابت يفضّل الحلول السلمية على المواجهات العسكرية. وتؤكد المملكة أن مواقفها المعلنة تجاه الأزمات الإقليمية والعالمية تنبع من التزامها الدائم بدعم السلام والاستقرار، ورفضها التام لأي خيار عسكري لحل النزاعات.

وتنأى المملكة بنفسها عن أي انخراط في التصعيد، مؤكدة أن التهدئة وضبط النفس وتغليب الحلول السياسية هي السبيل الوحيد لضمان استقرار الشرق الأوسط، في وقت تتزايد فيه المخاوف من انزلاق خطير لا يمكن التنبؤ بتداعياته على مستقبل شعوب المنطقة.