الوكالة الدولية للطاقة الذرية تكشف عن نتائج الهجمات الإسرائيلية على منشآت إيران

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تكشف عن نتائج الهجمات الإسرائيلية على منشآت إيران

قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز لم تتعرض لأضرار إضافية منذ الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع نووية في إيران يوم الجمعة الماضي، مشيرًا إلى تدمير منشأة التخصيب السطحية دون رصد هجوم على القاعة التحت أرضية.

وأضاف غروسي، في إحاطة قدمها إلى مجلس محافظي الوكالة ونقلتها هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، أن الهجوم ألحق أضرارًا بأربعة مبانٍ في مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية، من بينها مصنع لتحويل اليورانيوم، بينما لم تُسجّل أي أضرار في منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض.

وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن العدوان الذي قالت إنه استهدف وقف تطوير إيران لسلاح نووي، بينما نفت إيران تلك المزاعم، وأكدت أن برنامجها النووي سلمي بحت، مطالبةً مجلس محافظي الوكالة المكوّن من 35 دولة بإدانة الهجوم الإسرائيلي بشدة.

وأوضح غروسي أن الوكالة تراقب الوضع في إيران عن كثب، مشيرًا إلى أن الهجوم دمّر الجزء العلوي من منشأة “تجريبية” لتخصيب الوقود في نطنز.

كما شملت الأضرار تدمير البنية التحتية الكهربائية في نطنز، بما في ذلك محطة فرعية ومبنى تغذية كهربائية ومولدات طوارئ، فيما أشار غروسي إلى أن انقطاع الكهرباء قد يكون أثر على أجهزة الطرد المركزي في القاعة التحت أرضية، رغم عدم وجود مؤشرات لهجوم مباشر عليها.

وأكد وجود تلوث إشعاعي وكيميائي داخل المنشآت المتضررة، لكنه طمأن إلى أن مستويات الإشعاع خارج المواقع لم تتغير وبقيت ضمن الحدود الطبيعية. وفيما زعمت إسرائيل أن الهجوم ألحق أضرارًا بالقاعات التحت أرضية في نطنز، إلا أن الوكالة الدولية لم تؤكد هذه المعلومات، ولم يتم تقديم أدلة من الجانب الإسرائيلي حتى الآن.

وفي ما يخص منشآت أصفهان، قال غروسي إن الأضرار شملت مختبرًا كيميائيًا مركزيًا، ومصنعًا لتحويل اليورانيوم، ومنشأة لإنتاج وقود مفاعل طهران، بالإضافة إلى مبنى قيد الإنشاء لتحويل سادس فلوريد اليورانيوم إلى يورانيوم معدني.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن الضربة على أصفهان “فككت منشأة لإنتاج اليورانيوم المعدني وبنية تحتية لإعادة تحويل اليورانيوم المخصب، ومختبرات إضافية”، إلا أن الوكالة أشارت إلى أن مستويات الإشعاع في الموقع لم تتغير.

وفي المقابل، قالت وكالة “إسنا” الإيرانية إن منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تعرّضت لأضرار محدودة، غير أن الجيش الإسرائيلي لم يقرّ بتنفيذ أي ضربات هناك. وأوضح غروسي أن الوكالة لم ترصد أضرارًا في فوردو ولا في مفاعل خنداب للمياه الثقيلة قيد الإنشاء.

وحذر غروسي من تصاعد التوتر العسكري، داعيًا إلى أقصى درجات ضبط النفس، مشيرًا إلى أن استمرار التصعيد يهدد الأرواح ويزيد خطر حدوث تسرّب إشعاعي له عواقب خطيرة على البيئة والناس.

وفي سياق متصل، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجمات الإسرائيلية بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي”، معربًا عن أمله في أن يصدر مجلس محافظي الوكالة إدانة واضحة. وأضاف أن الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل منذ يوم الجمعة كانت “ردًا على العدوان”.

ووفقًا لوزارة الصحة الإيرانية، فقد أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 220 شخصًا منذ يوم الجمعة، في حين أفادت السلطات الإسرائيلية بمقتل 24 إسرائيليًا جرّاء الصواريخ الإيرانية.