باحث سياسي لـ”الوئام”: التعاون السعودي الأمريكي يعيد تشكيل معالم الاستقرار في المنطقة

باحث سياسي لـ”الوئام”: التعاون السعودي الأمريكي يعيد تشكيل معالم الاستقرار في المنطقة

 

الوئام – خاص

في لحظة مفصلية من تاريخ العلاقات الدولية، احتضنت الرياض في 13 مايو 2025 قمة سعودية أمريكية رفيعة المستوى، جمعت بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترمب تلاها قمة أمريكية خليجية هي الثالثة على التوالي في المملكة.
القمة جاءت في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة، وأسفرت عن اتفاقيات استراتيجية كبرى، من شأنها أن تعزز الأمن والاستقرار، وتخدم قضايا العرب وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق، يرى علي فوزي، الباحث في الشؤون العربية والدولية، أن القمة شكلت “منعطفًا استراتيجيًا” في مسار العلاقات الثنائية، و”جاءت بنتائج نوعية سيكون لها صدى واسع على المستويين الإقليمي والدولي”.

دعم القضية الفلسطينية

ويقول علي فوزي، في حديث خاص لـ”الوئام” إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، جدد خلال القمة التأكيد على أهمية التوصل إلى حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية، وأن المملكة تواصل جهودها الدبلوماسية بالتنسيق مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام، استنادًا إلى مبادرة السلام العربية التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف: “هذا الموقف يعكس التزام المملكة بثوابتها التاريخية تجاه فلسطين وسعيها لحل عادل ينهي عقودًا من الصراع”.

الأمن الإقليمي
وفي ما يخص الشق الأمني، أوضح فوزي، أن إعلان صفقة دفاعية غير مسبوقة بقيمة 142 مليار دولارًا يعكس عمق التعاون الاستراتيجي بين الرياض وواشنطن، ويهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة وتوطين الصناعات العسكرية، بما يحقق توازن الردع في المنطقة ويحد من التهديدات الإقليمية.

إعادة تأهيل سوريا

ويتابع فوزي: “إعلان الرئيس الأمريكي رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، قد يمهّد لمرحلة جديدة من الانفتاح العربي على دمشق، ويفتح الباب أمام إعادة الإعمار والمشاركة في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.

شراكات اقتصادية عملاقة

وحول البُعد الاقتصادي، نوّه فوزي إلى أن القمة وما تلاها من لقاءات شهدت توقيع اتفاقيات استثمارية تتجاوز 600 مليار دولار، تشمل مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية، مما يدعم مسار رؤية السعودية 2030 ويعزز فرص النمو المشترك بين البلدين.

تعاون علمي وفضائي
وأشار إلى أن شركة أرامكو أبرمت 34 اتفاقية مبدئية مع شركات أمريكية بقيمة 90 مليار دولار، تتعلق بالتقنيات المستقبلية كالذكاء الاصطناعي والروبوتات والطاقة المتجددة، بينما تم توقيع اتفاق بين وكالة الفضاء السعودية ووكالة ناسا لإطلاق قمر صناعي ضمن مهمة Artemis II، في خطوة وصفها فوزي بـ”التاريخية التي تعزز ريادة المملكة في مجال الفضاء.
تقييم شامل

واختتم فوزي حديثه بالتأكيد على أن القمة السعودية الأمريكية في الرياض 2025 ليست مجرد لقاء ثنائي، بل نقطة تحوّل في هندسة الأمن الإقليمي، لا سيما أن هذه القمة أرست أسسًا متينة لتحالف طويل الأمد، وساهمت في الدفع بقضايا العرب نحو الأمام، من خلال مخرجات عملية تمسّ ملفات حساسة كفلسطين وسوريا، وتفتح آفاق تعاون جديدة في الاقتصاد والتقنية والفضاء”.