الذكاء الاصطناعي يثير قلق البابا: دعوة لحماية البشر من مخاطر التكنولوجيا

في أول أسبوع له على رأس الكنيسة الكاثوليكية، وجّه البابا ليو الرابع عشر رسالة واضحة بشأن أحد أكثر القضايا إلحاحًا في عصرنا الحديث: الذكاء الاصطناعي. فخلال خطاباته الأولى، دعا إلى التعامل الجاد والمسؤول مع هذه التكنولوجيا، محذرًا من مخاطرها على الكرامة البشرية والعدالة والعمل.
وفي كلمته الافتتاحية أمام مجلس الكرادلة، شدد البابا الجديد على أن الكنيسة ستعمل على التصدي للتحديات الأخلاقية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنه قد يؤثر سلبًا على أسس العدالة والعمل وحقوق الإنسان إن تُرك دون ضوابط.
وفي أول خطاب له أمام الصحفيين، أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمتلك “إمكانات هائلة”، لكنه أكد في الوقت ذاته على “ضرورة تحمّل المسؤولية لضمان استخدامه لصالح الجميع”.
وفي كنيسة القديس ماتياس بمنطقة شونبيرغ في برلين، عبّر عدد من أبناء الرعية عن قلقهم المتزايد من تأثير الذكاء الاصطناعي على حياتهم اليومية. يخشى البعض من المعلومات المضللة التي يتعرض لها أطفالهم عبر روبوتات الدردشة ومواقع التواصل، في حين ينشغل المعلمون بمكافحة الغش باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. أما المترجمون فيشعرون بأن مهنتهم باتت مهددة بالزوال.
وأبدى الأب باولو بينانتي، مستشار الفاتيكان الأول في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وأستاذ في الجامعة الغريغورية البابوية، دهشته من تبني البابا ليو الرابع عشر لهذه القضايا بشكل مباشر وسريع، واصفًا أولوياته بأنها “جريئة”.
وأشار بينانتي إلى التغير الكبير في النظرة داخل المؤسسة الدينية، حيث قال: “قبل 15 عامًا فقط، عندما أخبرتُ أساتذتي برغبتي في دراسة البشر المعززين إلكترونيًا، اعتقدوا أنني فقدت صوابي. أما اليوم، فها هو البابا يضع هذه القضية على قمة اهتماماته”.
ورغم أنه من المبكر الحكم على كيفية تعامل البابا ليو مع هذه القضايا مستقبلاً، فإن خطاباته الأولية تعكس وعيًا عميقًا بتحديات العصر الرقمي، وتؤشر على توجه كنسي جديد يسعى للانخراط في قضايا التكنولوجيا والأخلاقيات الرقمية، ليس فقط من منظور لاهوتي، بل كمدافع عن الإنسان وكرامته في ظل تحولات عميقة يشهدها العالم.