سياسي ليبي لـ “الوئام”: مواجهات طرابلس ناتجة عن الصراعات المحلية والدولية.

الوئام – خاص
تشهد العاصمة الليبية طرابلس تصعيدًا خطيرًا في الاشتباكات المسلحة بين فصائل مسلحة متناحرة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وتسبب في حالة من الفوضى الأمنية والانهيار المؤسسي في المدينة.
بدأت الاشتباكات في 12 مايو عقب اغتيال عبد الغني الككلي، المعروف بـ”غنيوة”، قائد جهاز دعم الاستقرار، خلال اجتماع في معسكر التكبالي العسكري، أدى هذا الحادث إلى اشتباكات عنيفة بين اللواء 444 وجهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، الذي كان يُعد آخر فصيل كبير غير موالٍ للدبيبة في طرابلس.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف في طرابلس، محذرة من أن الوضع قد يخرج عن السيطرة، ودعت إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، والسماح بإجلاء المدنيين من مناطق النزاع.
هشاشة الوضع الأمني والسياسي
وفي السياق، يرى صبري المبروك، رئيس مكتب الإعلام بحزب الحركة الوطنية الليبية، أن الاشتباكات الأخيرة نتيجة لما تمر به البلاد منذ عام 2011 وانهيار الدولة وأصبحت البلاد ساحة للصراعات الداخلية والخارجية.
ويقول “المبروك”، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن الأحداث الأخيرة في العاصمة طرابلس أظهرت هشاشة الوضع الأمني والسياسي في ليبيا، واستمرار تأثير الميليشيات المسلحة على مؤسسات الدولة، ما يعيق جهود الاستقرار وإعادة بناء الدولة.
تكريس الانقسام
ويضيف السياسي الليبي، أن ليبيا تعيش أزمتين سياسية واقتصادية منذ عقد ونصف مع انقسام بين الشرق والغرب وتعطل مؤسسات الدولة وعدم وجود مشروع وطني يجمع الليبيين وتأجل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية أكثر من مرة.
ويشير “المبروك”، إلى أن التدخل الخارجي ما زال يعبث في ليبيا وينفذ الاغتيالات بأيادي ليبية رغبة في تفجر الأوضاع مرة أخرى، خاصة بعد انتهاء اللجنة الاستشارية من عملها والبدء في تنفيذ خارطة طريق وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وتشكيل حكومة موحدة تقود البلاد.
معاناة شعبية
ويختتم السياسي الليبي حديثه”:” اشتباكات الميليشيات في العاصمة طرابلس تُعيدنا للمربع صفر واستمرار مزيد من التأزم والخاسر الأكبر البلاد والمواطن الليبي الذي أصبح يعاني بشدة والمستفيد هم الميليشيات والمسيطرين على السلطة الآن”.