طرق التحكم في الغضب عند مواجهة الضغوط أو الإحساس بالظلم

طرق التحكم في الغضب عند مواجهة الضغوط أو الإحساس بالظلم

الدكتورة أسماء محمد سعد – استشارية الصحة النفسية والتربية الخاصة والاستشارات الأسرية

الغضب شعور طبيعي يحدث لدى الإنسان عند تعرضه للضغوط أو الظلم أو الخوف وهو أحد الانفعالات الأساسية التي يمر بها البشر في حياتهم اليومية ولكن إذا لم تتم إدارة هذا الشعور بشكل صحي فقد يؤدي إلى نتائج سلبية على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية.

وفي بداية الأمر لا بد من الاعتراف بأن الغضب ليس أمرًا سيئًا دائمًا بل قد يكون في بعض الأحيان محفزًا للتغيير ودافعًا للمطالبة بالحقوق ولكن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية التحكم فيه وتوجيهه بطريقة بناءة وليس مدمرة.

من الناحية النفسية، يعتبر الغضب رد فعل فطري تجاه مواقف التهديد أو الإحباط وغالبًا ما يرتبط بزيادة في ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وإفراز هرمونات التوتر في الجسم وعند تكرار نوبات الغضب دون تفريغ مناسب فإن ذلك يضع ضغطًا كبيرًا على الجهاز العصبي والمناعي.

الأشخاص الذين لا يستطيعون التحكم في غضبهم قد يعانون من مشاكل في علاقاتهم الشخصية والمهنية كما قد يشعرون بالذنب أو الحزن بعد الانفعال مما يؤدي إلى دائرة من المشاعر السلبية التي تؤثر في تقديرهم لذاتهم وثقتهم بأنفسهم.

تعلم مهارات إدارة الغضب أمر أساسي للحفاظ على التوازن النفسي ومن أبرز هذه المهارات الوعي بالمحفزات التي تؤدي إلى الغضب فكل شخص لديه نقاط ضعف معينة تثير غضبه وقد تكون مرتبطة بمواقف أو كلمات أو تصرفات معينة.

الخطوة التالية هي التعرف على العلامات الجسدية والنفسية التي تسبق الانفجار الغضبي مثل تسارع التنفس، توتر العضلات أو التفكير السلبي، فإذا تمكن الشخص من ملاحظة هذه الإشارات مبكرًا يصبح بإمكانه التدخل لتهدئة نفسه قبل أن يتفاقم الموقف.

ومن الطرق الفعالة لتهدئة الغضب تقنيات التنفس العميق وتمارين الاسترخاء، حيث تساعد هذه الأساليب على تخفيض التوتر وإعادة التوازن للجسم والعقل، كما أن ممارسة الرياضة بانتظام تسهم في تصريف الطاقة السلبية وتقوية التحكم بالانفعالات.

بالإضافة إلى ذلك فإن التحدث إلى شخص موثوق قد يساعد كثيرًا في تفريغ المشاعر بطريقة صحية فالحوار الصادق مع صديق أو مستشار نفسي يمكن أن يخفف العبء الداخلي ويوفر دعمًا عاطفيًا.

واستخدام الأسلوب العقلاني في تحليل المواقف يساعد أيضًا في كبح جماح الغضب فعندما يتعلم الفرد تقييم الوضع بهدوء والتفكير في النتائج المحتملة لانفعاله يصبح أكثر قدرةً على اتخاذ قرارات متزنة.

من المهم أيضًا الابتعاد عن الأفكار السلبية والتصورات الخاطئة التي تغذي الغضب مثل التوقعات غير الواقعية أو الاعتقاد بأن الآخرين يتعمدون الإساءة؛ فغالبًا ما تكون هذه الأفكار غير دقيقة وتزيد من حدة التوتر.

التحكم في الغضب لا يعني كتمانه بل يعني التعبير عنه بطريقة لا تؤذي الذات أو الآخرين ويمكن أن يتم ذلك عبر استخدام عبارات تصف الشعور بدلا من اتهام الآخر أو الهجوم عليه مما يفتح المجال للفهم والحوار.