خبير سياسي: نتنياهو يهدد مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية

الوئام – خاص
تصاعدت الخلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما أدى إلى توتر غير مسبوق في العلاقات بين البلدين.
ترمب يسعى لتقليل التوترات في الشرق الأوسط من خلال التفاوض، بينما يفضل نتنياهو نهجًا أكثر تشددًا، مع التركيز على المواجهة العسكرية.
كما يضغط الرئيس الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة، بينما يرفض نتنياهو ذلك، واضطر ترمب لقطع الاتصال المباشر مع نتنياهو بعد أن شعر بأنه يُستغل سياسيًا.
صدام مزلزل
في السياق، يرى الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن التوترات غير المسبوقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تتصاعد إلى صدام “مزلزل”، متجاوزةً أزمة مؤتمر مدريد بين الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب ورئيس الوزراء الإسرائيلي يتسحاق شامير.
تعارض الأولويات
ويقول “دياب”، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن الخلاف يبدأ من تعارض سلم الأولويات الأمريكية مع الأولويات الإسرائيلية، ما يضع نتنياهو أمام خيارات صعبة قد تدفعه إلى “قلب الطاولة” عبر تصعيد خطير مثل مهاجمة أهداف نووية أو اقتصادية إيرانية أو تنفيذ اغتيالات غير عادية.
الأولويات الإسرائيلية
ويضيف الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن الأولويات الإسرائيلية الحالية تشمل القضاء على الفصائل الفلسطينية ، واسترجاع الأسرى الإسرائيليين.
الأولويات الأمريكية
ويتابع دياب: “في المقابل، تركز الأولويات الأمريكية على إبرام صفقة اقتصادية وأمنية استراتيجية مع دول بالمنطقة، واستنفاذ الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، وتهدئة البؤر الساخنة في سوريا ولبنان وفلسطين”.
بطاقتان صفراء
ويشير الخبير في الشأن الإسرائيلي، إلى أن هذا التعارض، دفع ترمب إلى رفع “بطاقتين صفراء” لنتنياهو: الأولى خلال استدعائه للبيت الأبيض لمناقشة المباحثات الإسرائيلية-الإيرانية، والثانية عند إبرام اتفاق مع الحوثيين لوقف الهجمات المتبادلة دون التنسيق مع إسرائيل، مما اعتبره نتنياهو تجاوزاً استراتيجياً.
أزمة مختلفة
ويوضح “دياب”، أن الأزمة الحالية تختلف عن سابقاتها، لأنها تأتي من موقع ضعف أمريكي، حيث تحتاج الولايات المتحدة إلى تحسين اقتصادها، وتهدئة الشرق الأوسط، ودبلوماسية متقدمة في الملف الإيراني.
المصالح الأمريكية
كما أن عدم تماهي نتنياهو مع رؤية ترمب قد يضر بالمصالح الأمريكية الاستراتيجية إقليمياً ودولياً، كما يتضح من الاتفاق الأمريكي مع الحوثيين الذي تم دون مراعاة الموقف الإسرائيلي.
خيارات شبه معدومة
ويستطرد: ” خيارات نتنياهو شبه معدومة داخلياً وخارجياً، إذ إن التخلي عن مظلة ترمب يعرض إسرائيل لمخاطر محلية وإقليمية ودولية غير مسبوقة.
ويرجح الخبير في الشأن الإسرائيلي، استمرار التوتر الذي قد يدفع ترمب إلى رفع “بطاقة حمراء” تتمثل بفرض صفقة حول غزة لا ترضي إسرائيل، ما يضع نتنياهو أمام خيارين: إما التضحية بائتلافه ومستقبله السياسي، أو “قلب الطاولة” عبر تصعيد خطير ضد إيران وهو أمر مرجح.
ولفت إلى أن شخصية ترمب، المعروفة بتقديس الولاء له وعدم التلاعب السياسي به من وراء الضهر وردود الفعل الحادة له، تجعل الصدام المحتمل أكثر حدة من أي أزمة سابقة، بما في ذلك إذلال نتنياهو بما يتجاوز مع ما حدث مع الرئيس الأوكراني.
خيارات جذرية
ويختتم: “نتنياهو، بدافع الحفاظ على ائتلافه وأيديولوجيته اليمينية المتطرفة ومصالحه الشخصية، قد يلجأ إلى خيارات جذرية لإعادة خلط الأوراق وربما توجيه ضربات لإيران وتنفيذ اغتيالات داخلها، ما يهدد بتفجير الوضع الإقليمي، فهذه الأزمة، بما تحمله من طابع شخصي واستراتيجي، تمثل نقطة تحول قد تعيد تشكيل العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية بشكل غير مسبوق، فمعركة ترمب ضمان إرثه واسترتيجيته للتهدئة وجائزة نوبل للسلام، ومعركة نتنياهو معركة بقاء وإلا فسيكون مصيره السجن”.