103 ضحايا، معظمهم من الأطفال، بعد قرار إسرائيل بتصعيد عملياتها في غزة.

103 ضحايا، معظمهم من الأطفال، بعد قرار إسرائيل بتصعيد عملياتها في غزة.

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلية عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، تزامنًا مع غارات جوية كثيفة أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 103 أشخاص، بينهم عدد كبير من الأطفال، وفق ما أفادت به مصادر طبية في القطاع، فيما أعلنت مستشفيات شمال غزة توقفها عن العمل بفعل القصف المتواصل.

وبحسب بيان جيش الاحتلال، فإن العملية، التي سُميت “عربة جدعون”، تشمل تنفيذ هجمات برية في شمال وجنوب القطاع، وهي الأكبر منذ انهيار الهدنة في مارس الماضي. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن عن انطلاقها في تسجيل مصور نشره على منصة “إكس”، مشيرًا إلى نية “نقل السكان من غزة لحمايتهم”، حسب تعبيره.

وسجلت المجازر ذروتها في مدينة خان يونس، جنوب القطاع، حيث أفادت مستشفى “ناصر” بمقتل 48 شخصًا على الأقل، بينهم 18 طفلًا و13 امرأة، في سلسلة غارات ليلية. كما أدى القصف على مخيم جباليا شمالًا إلى مقتل تسعة أفراد من عائلة واحدة، فيما أسفر قصف منزل آخر عن استشهاد عشرة أشخاص بينهم سبعة أطفال وامرأة.

وأدى تدهور الأوضاع الأمنية إلى إغلاق “مستشفى الإندونيسي”، وهو آخر مركز طبي عامل في شمال القطاع، بعد أن حاصرته القوات الإسرائيلية، في خطوة وصفها مسؤولون صحيون بأنها “كارثية” على المدنيين. وكان المستشفى يخدم آلاف الجرحى والمرضى بعد تدمير مستشفيات “كمال عدوان” و”بيت حانون” سابقًا.

ورغم استفسارات الصحفيين، لم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقًا مباشرًا بشأن الأعداد الكبيرة من القتلى المدنيين، مكتفيًا بالإشارة إلى أنه استهدف أكثر من 670 موقعًا خلال الأيام الماضية وقتل العشرات من عناصر “حماس”، محملًا الحركة المسؤولية عن الضحايا باعتبارها تستخدم مناطق مأهولة لإطلاق عملياتها.

وفي السياق ذاته، اعترضت القبة الحديدية قذيفة من وسط القطاع، بينما سقطت أخرى في منطقة مفتوحة دون إصابات.

ومن جهتها، اتهمت منظمات حقوقية وخبراء أمميون إسرائيل بتدمير المنظومة الصحية في غزة بشكل ممنهج، من خلال استهداف المرافق الطبية، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني.

وبينما يستمر القصف في أنحاء متفرقة من القطاع، فقد أودت الغارات بحياة 43 شخصًا شمالًا، بينهم 15 طفلًا و12 امرأة، بحسب وزارة الصحة. كما سجلت مستشفيات وسط غزة مقتل 12 آخرين، من بينهم أسرة كاملة في دير البلح، حيث استشهد الأب والأم وطفلهما.