ستارمر يحيد عن استخدام مصطلح “الإبادة الجماعية” لوصف الأوضاع في غزة

تجنّب رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، وصف ما يحدث في غزة بأنه “إبادة جماعية”، وذلك رغم تحذيرات أطلقها مسؤول أممي رفيع بشأن الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.
وكان توم فليتشر، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قد حذر الأسبوع الماضي مجلس الأمن الدولي من ضرورة “التحرك العاجل” لمنع وقوع إبادة جماعية، وهو توصيف ترفضه إسرائيل بشدة.
واتهم فليتشر تل أبيب بـ”فرض ظروف لا إنسانية بشكل متعمد وصريح” على الفلسطينيين، بعد أن منعت دخول المساعدات إلى غزة لأكثر من عشرة أسابيع، ما فاقم من أزمة الجوع وسوء التغذية.
وبعد ضغوط من بعض الحلفاء، وافقت إسرائيل يوم الاثنين على السماح بدخول مساعدات محدودة، تشمل 20 شاحنة تحمل مواد غذائية إلى غزة، عقب حصار دام ثلاثة أشهر، خلّف تحذيرات متكررة من المجاعة في القطاع.
ويعرف القانون الدولي الإبادة الجماعية، حسب اتفاقية منع جريمة الإبادة والمعاقبة عليها، بأنها أفعال تُرتكب بنية تدمير جماعي “كليًا أو جزئيًا” لجماعة قومية أو عرقية أو دينية، وتشمل القتل، أو إلحاق أذى جسدي أو نفسي جسيم، أو فرض ظروف معيشية تهدف إلى إبادتها.
الحكومة الإسرائيلية نفت مرارًا الاتهامات بارتكاب إبادة جماعية، واعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقارير الأمم المتحدة “منحازة ومعادية للسامية”، قائلاً إن المنظمة “تتجاهل جرائم حماس وتوجّه اتهامات باطلة لإسرائيل”.
ورغم الإلحاح عليه من قبل شبكة “سكاي نيوز”، رفض ستارمر تحديد موقفه من توصيف الوضع على أنه إبادة جماعية، واكتفى بالقول إن ما يحدث في غزة “أمر خطير، وغير مقبول، ولا يُحتمل”.
موقف ستارمر حظي بدعم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي كانت تقف إلى جانبه في مؤتمر صحفي بلندن، حيث دعت إلى رفع الحصار فورًا ووصفت الوضع الإنساني في غزة بأنه “غير مقبول”.
من جهته، قال نتنياهو في تسجيل مصور إن سماحه بإدخال مساعدات محدودة جاء بعد تهديدات من “أعزّ أصدقاء إسرائيل في العالم” – دون أن يسميهم – بسحب الدعم، مشيرًا إلى أن أزمة المجاعة قد تعوق “الحملة العسكرية في غزة”، ولذلك “يُسمح بحدّ أدنى من الغذاء”.
وتزامن القرار مع تصعيد ميداني، إذ أعلنت إسرائيل نيتها السيطرة الكاملة على قطاع غزة واحتلاله إلى أجل غير مسمى، في إطار خطتها للقضاء على حماس، في أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023.
وتسعى الخطة الإسرائيلية لنقل السكان المدنيين جنوبًا، بدعوى منع حماس من الاستيلاء على المساعدات، لكن الأمم المتحدة رفضت الخطة، مؤكدة أنها “تنتهك المبادئ الإنسانية الدولية”، وقد تمنع المساعدات من الوصول إلى الأكثر حاجة.
وأصدرت القوات الإسرائيلية الاثنين أوامر بإخلاء مدينة خان يونس وعدد من المناطق المجاورة، محذّرةً من أنها “ستُعتبر مناطق قتال خطرة”.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد الشهداء 53 ألفًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية، دون التمييز بين المدنيين والمقاتلين. وأُفيد بأن 464 شخصًا استشهدوا في غارات إسرائيلية خلال الأسبوع المنتهي يوم الأحد.