إدارة الموارد البشرية: البداية الحقيقية للقصة

إدارة الموارد البشرية: البداية الحقيقية للقصة

عبود بن علي آل زاحم
خبير تدريب وتطوير المواهب
وعضو الجمعية السعودية للموارد البشرية

في كل منظمة، خلف كل إنجاز، وخلف كل قصة نجاح.. هناك قصة بدأت من قسم الموارد البشرية.

قد لا نرى بصمتهم في العناوين، ولا تذكر أسماؤهم في نشرات الأخبار، لكن أثرهم حاضر في كل مكان: في موظف وُضع في المكان المناسب، في قائدة شابة تم تمكينها لتقود، وفي ثقافة تنظيمية نمت على الثقة والعدالة والانتماء.

في اليوم العالمي للموارد البشرية، نستحضر دورهم الاستراتيجي، لا بوصفهم منفذين لإجراءات التوظيف أو إدارة الرواتب، بل كمحركين للتغيير، وشركاء في صناعة القيمة، وحماة لرأس المال البشري، أغلى ما تملكه أي منظمة.

قصة البداية: الإنسان أولًا

في إحدى الجهات، تعثّرت مشاريع كثيرة بسبب تسرب الكفاءات وغياب بيئة العمل الجاذبة. لم تكن المشكلة في الموارد أو الخطط، بل في من يُدير هذه الموارد.
وحين جاء التغيير، بدأ من إدارة الموارد البشرية.

أعاد الفريق رسم خارطة الهيكل، وفعّل برامج الاستقطاب والتطوير، وزرع مفاهيم العدالة والتمكين. خلال عامين فقط، ارتفع مؤشر الرضا الوظيفي، وانخفض معدل الدوران، وتحولت بيئة العمل إلى نموذج يحتذى به.

السر؟ لم يكن سوى الإيمان بأن كل تطور يبدأ بالإنسان.

أثر لا يُرى… لكن يُحس

ربما لا يرى العميل الخارجي مباشرة دور الموارد البشرية، لكنه يشعر به في جودة الخدمة، في كفاءة الموظف، في تفاعل الفريق.

وكذلك، المجتمع كله يتأثر: فكل موظف سعيد ومنتج هو مواطن فاعل، وكل منظمة مرنة ومتعلمة تساهم في تحقيق رؤية وطنية كبرى، كما في رؤية المملكة 2030، التي جعلت من تنمية رأس المال البشري أولوية وطنية.

تكريم مستحق

في هذا اليوم، نقف احترامًا لكل من يعمل في هذا المجال؛ من أخصائي التوظيف الذي يفتح أول الأبواب، إلى المدرب الذي يضيء دروب التطور، إلى محلل الأداء الذي يصنع العدالة، إلى القائد الذي يوازن بين أهداف المنظمة وطموحات الأفراد.

تحية لهم على التزامهم، على سعيهم الهادئ نحو التمكين، وعلى دورهم العظيم في بناء مجتمعات عمل نابضة بالحياة.

في الختام

الموارد البشرية ليست مجرد وظيفة.. بل رسالة. هي الحكاية التي تبدأ من الإنسان، ولأجله تُروى