ما نوع المساعدات التي وصلت إلى غزة، وما هو مسارها؟

ما نوع المساعدات التي وصلت إلى غزة، وما هو مسارها؟

بعد 78 يومًا من الحصار الإسرائيلي، بدأت أولى شاحنات المساعدات الطبية تدخل قطاع غزة. إذ أعلنت الأمم المتحدة، يوم أمس الاثنين، منح إذن بدخول تسع شاحنات مساعدات، تمكّنت خمس منها فقط من عبور نقطة معبر كرم أبو سالم إلى القطاع.

واليوم الثلاثاء، أعلنت المنظمة حصولها على موافقة لإدخال نحو 100 شاحنة إضافية، لكنها تبقى أقل بكثير من العدد المطلوب الذي تقدر الأمم المتحدة بحوالي 500 شاحنة يوميًا، وهو المعدل الذي كان يعبر إلى غزة قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة، وفق شبكة “سكاي نيوز” البريطانية.

وبحسب المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، ينس لاركي، فإن الشاحنات التي دخلت يوم الاثنين ظلت بالقرب من معبر كرم أبو سالم طوال الليل، دون تأكيد واضح على وصولها إلى مراكز التوزيع داخل القطاع أو دخول شاحنات أخرى بعد ذلك.

ووفق مصادر الشبكة البريطانية، فإن إسرائيل تمنع وكالات الإغاثة من تخزين المواد الغذائية والأدوية في مخازن، وتفرض توصيل المساعدات مباشرة إلى وجهتها النهائية داخل غزة.

وفي تسجيل مصور نشر على مواقع التواصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه قرر السماح بدخول مساعدات “بحد أدنى” إلى القطاع، لافتًا إلى أن “من المستحيل الوصول إلى نقطة المجاعة، لأسباب عملية ودبلوماسية”.

ما الذي احتوته الشاحنات؟

تتضمن المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة مكملات غذائية خاصة بالرضع والأطفال الصغار، الذين يُعدون من أكثر الفئات عرضة لخطر المجاعة.

وقد حذرت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن 14,100 طفل تحت سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بسوء التغذية الحاد خلال العام المقبل في حال استمرار تدني إمدادات الغذاء.

وفي مركز صحي وسط غزة، قال أحد العاملين الطبيين لشبكة سكاي نيوز إن نحو نصف الأطفال دون الخامسة الذين يحضرون للمركز يعانون من سوء تغذية حاد أو شديد، مقارنة بمعدل طفل واحد من بين كل 20 قبل بدء الحصار الكامل على القطاع في 2 مارس.

وأكدت ناهد أبو عيادة، مسؤولة عيادة صحية في دير البلح، أن الوضع “مأساوي للغاية”، موضحة أن حالات سوء التغذية الحاد قبل الحصار كانت بمتوسط حالة يوميًا، وحالة واحدة شديدة أسبوعيًا، لكنها ارتفعت الآن إلى 10 حالات حادة وحالة أو حالتين شديدة من بين 20 طفلاً يوميًا يتم فحصهم.

خطة جديدة لتوزيع المساعدات

ومن المتوقع أن تدخل خطة جديدة لإدارة توزيع المساعدات حيز التنفيذ اعتبارًا من 24 مايو، حيث ستتولى شركات عسكرية خاصة، مدعومة من الولايات المتحدة، مسؤولية التوزيع في مناطق تسيطر عليها قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وتشمل الخطة توزيع المساعدات من أربعة مواقع عسكرية، ثلاثة منها في جنوب قطاع غزة، وموقع رابع في وسط القطاع.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود حوالي 445,000 شخص في شمال غزة في نوفمبر 2024، مع نزوح 376,000 شخص إضافي بعد تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في يناير الماضي.

ورغم عدم وضوح أعداد المغادرين، إلا أن صور الأقمار الصناعية في منتصف مايو تظهر استقرارًا نسبيًا في عدد الخيام في مدينة غزة مقارنة بفترة مارس.

ويعني موقع مراكز توزيع المساعدات الجديدة أن النازحين سيتوجب عليهم التوجه جنوبًا للحصول على الإغاثة.

دعوات إسرائيلية لإخلاء شمال القطاع

وفي الأيام الأخيرة، دعت السلطات الإسرائيلية السكان الفلسطينيين إلى إخلاء شمال غزة، متجهين إلى منطقة المواسي جنوب القطاع، وهي منطقة ساحلية ضيقة ومكتظة بالسكان.

تبرر إسرائيل هذه الخطوة بمنع حركة حماس من استخدام المساعدات لتعزيز سيطرتها على غزة.

بدوره، نفى المتحدث باسم OCHA ينس لاركي مزاعم سرقة المساعدات على نطاق واسع، واعتبر خطة توزيع المساعدات الجديدة “محاولة مقصودة لاستغلال الإغاثة كسلاح”.

وأكد أن “العائق الحقيقي هو الحصار الذي يمنع دخول مئات الشاحنات يوميًا إلى قطاع غزة”، مؤكدًا أن ذلك “يشكل السبب الجذري للأزمة الإنسانية”.