جنوب أفريقيا تثمن تماسك رئيسها خلال “هجوم ترامب”

أثنى كثير من الجنوب أفريقيين، يوم الخميس، على الرئيس سيريل رامافوزا بسبب ضبط النفس الذي أظهره خلال لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، حيث واجهه الأخير بادعاءات كاذبة عن “إبادة جماعية” يتعرض لها مزارعو الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا. لكن هذا اللقاء أثار تساؤلات محلية حول جدوى الزيارة من الأساس.
رامافوزا كان يأمل أن تساهم المحادثات في إعادة ضبط العلاقات الثنائية التي تدهورت منذ تولي ترمب منصبه في يناير. غير أن النقاش انحرف بشكل حاد، حيث كرر ترمب مزاعم لا أساس لها تفيد بأن المزارعين البيض يُقتلون وتُصادر أراضيهم. وفي الواقع، تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن الغالبية الساحقة من ضحايا جرائم القتل في جنوب أفريقيا هم من السود والفقراء، بينما لا يتجاوز عدد ضحايا العنف المرتبط بالمجتمعات الزراعية 44 قتيلًا في 2024، من بينهم 8 فقط من المزارعين، كما تنقل رويترز.
الصحفية الجنوب أفريقية ريبيكا ديفيس من صحيفة Daily Maverick وصفت أداء رامافوزا قائلة: “لقد نجا من فخ الاستفزاز كما نجا زيلينسكي سابقًا… كان واضحًا أنه جاء وهو مدرك تمامًا للتحذيرات التي تلقاها بعدم الانجرار وراء استفزازات ترمب. وقد نجح في ذلك”.
ورغم حفاظه على رباطة جأشه، تساءل البعض في جنوب أفريقيا عن الثمن السياسي لهذا الموقف، وما إذا كان يستحق العناء. وقال سوبيلو موثا، وهو عضو في اتحاد بقالين في جوهانسبيرغ: “لا أعتقد أن ذلك كان قرارًا صائبًا. لسنا بحاجة لأن نبرر أنفسنا لأميركا. كلنا نعلم أن لا وجود لما يسمى إبادة البيض، لذا فإن الزيارة كانت بلا طائل”.
رامافوزا، الذي رافقه عدد من لاعبي الغولف البيض البارزين في وفده الدبلوماسي، كان يأمل في مناقشة ملفات التجارة، لكن ترمب بدأ الاجتماع بعرض فيديوهات ومقالات من وسائل إعلام يمينية متطرفة لدعم مزاعمه بشأن “التمييز ضد البيض”، ما اعتُبر أداءً مسرحيًا موجهًا لجمهوره المحلي.
المتحدث باسم وزارة الخارجية كريسبين فيري دافع عن الرئيس، مؤكدًا أن “الأهم من ذلك هو أن الرئيسين تبادلا الحديث”، وأضاف: “رامافوزا ليس من طبيعته الدخول في مواجهات. إنه يفضل التعامل مع القضايا بهدوء وواقعية، وهذا ما يجب أن نتوقعه من رؤسائنا”.
وعلى وسائل التواصل وفي الشارع، عبّر كثيرون عن دهشتهم من أن أقوى رجل في العالم يبني مواقفه على معلومات منتشرة في أوساط اليمين المتطرف، دون التحقق من صحتها. وقال الطالب كوداكواشي موغواريري من جامعة ويتواترسراند: “أعتقد أن ترمب ساذج، وهو مشغول بقضايا بلاده. لا يبدو أن لديه الوقت للتحقق من الحقائق”.