عندما يتساءل الأطفال: هل نأتي إلى العالم بموهبة العلم؟

الدكتور محمد عبدالله – أخصائي التربية السلوكية والنفسية وثقافة الأطفال
هناك جدلٌ مستمرٌ حول مدى كون النظرة التشكيكية طبيعيةً أم مكتسبةً لدى البشر، لا توجد إجابةٌ بسيطةٌ على هذا السؤال، وعلم النفس البشري معقدٌ ومتعدد الأوجه.
يُظهر الناس تشككًا فطريًا تجاه العديد من الادعاءات، ومع ذلك يبدو أنهم يتقبلون ادعاءاتٍ أخرى بسذاجةٍ مُطلقة، بالنسبة للبالغين، قد يكون من الصعب أيضًا استنباط مدى كون التشكك مكتسبًا أم فطريًا.
حتى الأطفال الصغار ليسوا بمنأى عن التأثيرات الثقافية، ولكنه على الأقل يُمكن أن يُقدم بعض المعلومات المُثيرة للاهتمام.
وتشير نتائج الدراسات إلى أن الأطفال الصغار لا يُصدقون دائمًا البالغين، خاصةً عندما يدّعون شيئًا مفاجئًا (يتعارض مع المعرفة الموجودة). علاوة على ذلك، سينخرط الأطفال في الاستكشاف لاختبار الادعاءات المفاجئة.
ورغم أن الأطفال قد يكونون مستكشفين فضوليين بطبيعتهم، إلا أنهم يفتقرون إلى مهارات التفكير النقدي أو المنطق اللازمة للانخراط الكامل في هذا السلوك، لذلك، قد تكون لدى الناس رغبة فطرية في أن يكونوا علماء، لكن هذا لا يمنحهم القدرة على ذلك تلقائيًا.
خلاصة القول، لا يمكن فصل الفطرة عن الاكتساب بسهولة، فالأطفال يبدون علامات تشكك فكري عند سماعهم معلومات تتعارض مع ما لديهم من معارف ويقومون بالتحقق عبر الاستكشاف.