الرياض: مركز المبادرات الدبلوماسية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة

الوئام – خاص
تتواصل الجهود العربية والدولية المكثفة للتعامل مع التطورات المتسارعة في قطاع غزة، في ظل تصاعد التوترات والانتهاكات المستمرة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، تتجلى روح التعاون والتنسيق بين الدول العربية والإسلامية من جهة، والقوى الدولية الفاعلة من جهة أخرى، بهدف التوصل إلى حل سياسي شامل يضمن حق الفلسطينيين في الحرية والأمان، ويُعيد الاستقرار إلى المنطقة.
وتؤكد زيارة وفد وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر إلى باريس، واجتماعهم مع وزير الخارجية الفرنسي، أهمية العمل الجماعي متعدد الأطراف، ويدشّن صفحة جديدة من التنسيق الدبلوماسي الرامي إلى إنهاء الصراع وتحقيق السلام.
الاجتماع العربي الفرنسي
خلال أيام أصدرت كل من جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية بيانًا مشتركًا مساء الجمعة، أشار إلى لقاء جمع وفد اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بوزير الخارجية الفرنسي جان نويل في العاصمة الفرنسية باريس.
وقد ترأس الوفد كل من الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، وأيمن الصفدي، وزير خارجية الأردن، وبدر عبد العاطي، وزير الخارجية المصري، في خطوة تعكس تنسيقًا عربيًا محكمًا تجاه الأزمة في غزة.
أجندة اللقاء
تركز اللقاء على بحث الجهود الدولية الرامية إلى وقف الحرب في قطاع غزة، وفتح ممرات إنسانية لتوفير المساعدات العاجلة للسكان المحاصرين، الذين يعانون من تبعات النزاع المتصاعد.
كما ناقش المجتمعون سُبل تعزيز التعاون الدولي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، والتي تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الإنساني.
دعم السلام وإرساء حل الدولتين
تم التأكيد خلال الاجتماع على أهمية دعم جهود السلام الرامية إلى تحقيق حل الدولتين، استنادًا إلى القرارات الدولية ذات الصلة، باعتباره المسار الوحيد القادر على ضمان الأمن والاستقرار الشامل في المنطقة.
ويمثل هذا الموقف المشترك بين الدول العربية والإسلامية والشريك الفرنسي رسالة واضحة مفادها أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع، وتحقيق مستقبل مزدهر وآمن للمنطقة.
تحضيرات مؤتمر نيويورك
كما تطرّق الاجتماع إلى التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول حل الدولتين، المزمع تنظيمه في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في يونيو المقبل، والذي ستتشارك في رئاسته السعودية وفرنسا.
ويُتوقّع أن يكون هذا المؤتمر محطة مهمة لجمع الجهود الدولية، وتعزيز الدعم السياسي والاقتصادي للعملية السلمية.
التعاون العربي الأوروبي
يعكس اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث مع نظيرهم الفرنسي رغبة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين العالم العربي وأوروبا لمواجهة التحديات في الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وتُجسّد هذه الشراكة التزام الدول العربية بدعم الحلول السياسية السلمية، ورغبتها في توسيع دائرة التعاون الدولي لوقف الانتهاكات، وتخفيف معاناة المدنيين.
السعودية في قلب المبادرات الدبلوماسية
يلعب الأمير فيصل بن فرحان دورًا محوريًا في قيادة الجهود الدبلوماسية السعودية ضمن اللجنة الوزارية المكلّفة، حيث تسعى الرياض لتكون قوة فاعلة على الساحة الدولية، مدعومة بتوجّهاتها السياسية والإستراتيجية الداعمة للسلام وحماية الحقوق العربية.
ويعكس هذا التواجد البارز رؤية المملكة لتعزيز دورها كقوة إقليمية مؤثرة تسعى إلى خلق توازنات جديدة في المنطقة، عبر الحوار والتفاوض.
رسالة أمل من باريس
تشكل هذه التحركات العربية والإسلامية المشتركة، بالتعاون مع فرنسا، نقطة مضيئة في مسيرة الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وتهيئة الأجواء لسلام عادل ومستدام.
ويؤكد استمرار التنسيق بين هذه الدول، خصوصًا على مستوى وزراء الخارجية، أن الحلول السياسية والتفاوضية هي الخيار الأبرز والأكثر فاعلية لتجاوز أزمة غزة، وتحقيق مستقبل آمن للشعب الفلسطيني والمنطقة بأسرها.