خبير سياسي لـ”الوئام”: ترمب يستمر في الضغط على أوروبا باستخدام ورقة روسيا

الوئام – خاص
في خطوة تصعيدية جديدة ضمن النزاعات التجارية الممتدة بين الولايات المتحدة وأوروبا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عزمه فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 50% على جميع سلع الاتحاد الأوروبي، بدءًا من 1 يونيو 2025.
وأوضح ترمب أن مفاوضات إدارته مع الاتحاد الأوروبي وصلت إلى طريق مسدود، معتبرًا أن الحوار مع الأوروبيين لم يُفضِ إلى نتائج مجدية. ويُعد هذا التهديد الأخير تصعيدًا كبيرًا في استراتيجيته الاقتصادية القائمة على الضغط الجمركي.
ابتزاز ممنهج
وفي هذا السياق، يقول كارزان حميد، الخبير في الشؤون الأوروبية، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن الرئيس الأمريكي يواصل ما وصفه بـ”ابتزاز أوروبا”، مشيرًا إلى أن ترمب يستخدم روسيا كورقة تهديد مبطّنة، بينما تعاني أوروبا من انقسام داخلي، وافتقار إلى قوة عسكرية موحدة تردع أي مخاطر استراتيجية.
ويضيف حميد أن ترمب ينظر إلى الفائض التجاري الأوروبي، خاصة الألماني، باعتباره عاملًا ضارًا بالاقتصاد الأمريكي، ويعتبر فرض الرسوم الجمركية وسيلة للحد من هذا الخلل التجاري وإعادة التوازن لصالح الولايات المتحدة.
حرب الرسوم الجمركية
ويوضح الخبير أن فرض هذه الرسوم من شأنه التأثير مباشرة على صادرات الصناعات الأوروبية، وعلى رأسها السيارات الألمانية والسلع الصناعية، ما قد يؤدي إلى خسائر في الوظائف داخل قطاعات التصدير، ويُحدث اضطرابًا في سلاسل الإمداد العابرة للأطلسي.
رد أوروبي مرتقب
ويتوقع حميد أن يرد الاتحاد الأوروبي بإجراءات مضادة، ما قد يُشعل حربًا تجارية تضر بالجانبين، وتؤدي إلى تدهور إضافي في العلاقات بين الحلفاء الغربيين. كما أشار إلى احتمال أن تدفع هذه التوترات أوروبا لتوثيق علاقاتها الاقتصادية مع الصين كقوة موازية للولايات المتحدة.
سياسة الترهيب
ويختتم حميد تصريحه قائلًا: “ما يقوم به ترمب هو سياسة تقوم على ترهيب الحلفاء وفرض الهيمنة بالقوة الاقتصادية. إنه يسعى لإظهار نفسه كرئيس قوي قادر على اتخاذ قرارات جذرية دون الرجوع للمؤسسات أو القواعد الدولية، رغم أن مثل هذه الرسوم قد تُلحق ضررًا بالشركات الأمريكية نفسها أكثر مما تضر منافسيها”.