بعد مقتل أطفاله التسعة.. مستشفى خان يونس: حالة الطبيب النجار ما زالت حرجة.

أعلنت مصادر طبية في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس أن الطبيب الفلسطيني حمدي النجار لا يزال في حالة حرجة بعد إصابته في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزله يوم الجمعة، وأسفرت عن استشهاد تسعة من أطفاله العشرة وإصابة نجله وزوجته.
وقالت الطبيبة البلغارية ميلينا أنجيلوفا-تشي، العاملة في المستشفى، وفق ما نقلته “بي بي سي”، إن “حياة النجار لا تزال في خطر”، مشيرةً إلى تعرضه لإصابات شديدة في الدماغ والرئة والذراع اليمنى والكلية، فيما يحاول الطاقم الطبي تقديم أقصى ما يمكن لإنقاذه.
وأكدت أنجيلوفا-تشي أن نجل الزوجين، الطفل آدم (11 عامًا)، هو الناجي الوحيد من المجزرة، وقد نُقل أيضًا إلى المستشفى حيث يتلقى العلاج، وأضافت أنه “يتعافى بشكل معقول” وفق ما أبلغه به زملاؤها.
وقعت الضربة الجوية بينما كانت زوجته، الطبيبة علاء النجار، تؤدي عملها في المستشفى نفسه، حيث فُجعت بخبر استشهاد أطفالها: يحيى، وركان، ورسلان، وجبران، وإيف، وريفان، وسيدين، ولقمان، وسيدرا، الذين تراوحت أعمارهم بين بضعة أشهر و12 عامًا.
وأظهر مقطع فيديو موثّق من وزارة الصحة الفلسطينية – وجرى التحقق منه من قبل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) – انتشال جثث الأطفال المتفحمة من تحت الأنقاض، في مشهد وصفته الطبيبة البلغارية بأنه يمثل “معاناة تفوق الوصف”.
وأشارت أنجيلوفا-تشي إلى أن الطبيبة علاء النجار، رغم الفاجعة، ليست وحدها، إذ يعيش كثير من العائلات في غزة المأساة نفسها، وسط حرب مستمرة منذ أكثر من 18 شهرًا وتهديد دائم بالموت والتنقل القسري.
وقالت الطبيبة إن “الصدمة تعم الجميع”، مؤكدةً أن الواقع الإنساني في غزة يتفاقم يومًا بعد يوم بفعل القصف المستمر وغياب مناطق آمنة.
في المقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الهجوم استهدف “عناصر يُشتبه في أنهم يشكلون تهديدًا وكانوا يتحصنون في مبنى مجاور لقوات إسرائيلية في خان يونس”، واصفًا المنطقة بـ”منطقة قتال خطرة”، وأعلن يوم الإثنين أن على سكان خان يونس مغادرة المدينة قبل “هجوم غير مسبوق”، ضمن واحدة من أكبر أوامر الإخلاء في الأشهر الأخيرة.
وتؤكد الأمم المتحدة أن نحو 81% من قطاع غزة أصبح خاضعًا لأوامر الإخلاء الإسرائيلية أو يُعد مناطق عسكرية مغلقة، مما يصعّب على المدنيين إيجاد أماكن آمنة للجوء إليها.
ومنذ استئناف العمليات الإسرائيلية في 18 مارس، استشهد نحو 3,785 فلسطينيًا وفق بيانات وزارة الصحة في غزة. وبلغ عدد الشهداء الإجمالي منذ 7 أكتوبر نحو 53,939، بينهم ما لا يقل عن 16,500 طفل.
وفي ذات السياق، قالت الإسرائيلية نعاما ليفي – وهي إحدى المجندات اللواتي أُسرن خلال هجوم 7 أكتوبر – في كلمة لها خلال تجمع في تل أبيب، إن “الضربات الجوية كانت أكثر ما تخشاه أثناء أسرها”، وأضافت أنها لا تزال قلقة على مصير الأسرى المتبقين في غزة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل حصار شامل فرضته إسرائيل على القطاع في 2 مارس واستمر 11 أسبوعًا، قبل أن تسمح بدخول مساعدات محدودة إثر تحذيرات من خطر المجاعة وتزايد الضغوط الدولية.
وقال مكتب تنسيق الأنشطة الحكومية في المناطق (كوغات) التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إن 388 شاحنة مساعدات دخلت غزة منذ الإثنين. لكن الأمم المتحدة أكدت أن هناك حاجة إلى ما بين 500 و600 شاحنة يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي (WFP) بأن توزيع الخبز قد توقف يوم السبت، بسبب انعدام الأمان حول المخابز، حيث أعرب أصحابها عن قلقهم إزاء سلامة المنشآت والعاملين والمستفيدين من التوزيع.
وجاء في بيان للبرنامج: “بسبب الإمدادات المحدودة والضغط الكبير من الأهالي، قرر أصحاب المخابز التوقف عن العمل مؤقتًا اعتبارًا من ليل 24 مايو”، وأضاف البيان أن “العمل في ظل الظروف المفروضة حاليًا أصبح غير ممكن”.
وذكرت الطبيبة البلغارية أن بعض زملائها في مستشفى ناصر يعملون وهم يعانون من الجوع، مشيرةً إلى أن أحدهم أخبرها بأنه لم يتبقَّ له سوى بضع قطع من بسكويت التمر ليأكلها.