المؤتمر الصحفي الحكومي: تضافر جهود الدولة لخدمة الحجاج في موسم حج 1446هـ

أ. ريم المطيري
في مشهد يجسد الجاهزية الشاملة والتنسيق عالي المستوى بين مختلف أجهزة الدولة، عقد المؤتمر الصحفي الحكومي اليوم، لاستعراض استعدادات موسم حج 1446هـ، بمشاركة عدد من أصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين في القطاعات ذات العلاقة.
المؤتمر الذي حظي بمتابعة واسعة من مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية، لم يكن مجرد استعراض للإجراءات أو الأرقام، بل عكس ما يمكن وصفه بـ”الخطاب المؤسسي المتكامل” الذي تتبناه المملكة في كل موسم حج، مؤكدًا أن خدمة ضيوف الرحمن ليست مهمة وقتية، بل التزام استراتيجي مستمر ومتجدد.
رسائل واضحة بلغة الأرقام والجاهزية
خلال المؤتمر، استعرض المتحدثون الجهود المبذولة في مجالات الأمن، والخدمات الصحية، والنقل، والتموين، والتقنية، والإعلام ، مؤكدين أن الاستعدادات بدأت مبكرًا هذا العام، بما يضمن أعلى درجات السلامة والانسيابية والراحة للحجاج.
وقال معالي وزير الصحة إن المملكة جاهزة بخطط صحية احترازية وعلاجية، تراعي كافة السيناريوهات، مشيرًا إلى جاهزية الكوادر والمرافق الصحية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
بل كان هناك خطط استباقية كما أكد وزير الحج والعمرة أن “التحول الرقمي” أصبح ركيزة في إدارة خدمات الحجاج، في إطار تسهيل الإجراءات وضمان تجارب ميسرة وآمنة كما جاء في كلمة معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري خلال المؤتمر: “انطلقت أعمال المركز الإعلامي الموحد للحج لهذا العام، ليكون مرجعًا ومصدرًا موثوقًا للإعلام المحلي والدولي”.
هذا التصريح يؤكد توجه وزارة الإعلام نحو تعزيز التكامل والتنسيق بين مختلف الجهات الإعلامية، وتقديم صورة دقيقة واحترافية عن الاستعدادات والخدمات المقدمة خلال موسم الحج، بما يواكب الاهتمام العالمي بهذا الحدث الديني والإنساني العظيم.
تناغم الأداء.. ووضوح الرؤية
ما يميز المؤتمر هذا العام هو اتساق الرسائل بين مختلف الجهات، والتكامل الواضح في الأدوار، ما يعكس نضج المنظومة الحكومية في إدارة هذا الحدث الاستثنائي.
المؤتمر أعاد التأكيد على أن المملكة لا تنظر إلى الحج كحدث ديني فحسب، بل كمهمة حضارية وإنسانية تؤديها أمام العالم بكل اقتدار. فمع وصول مليون و70 ألف حاج من أكثر من 180 جنسية كما أُعلن في المؤتمر تحدث الوزراء بثقة تبرز كفاءة المملكة في إدارة الحشود، والقدرة التامة على خدمتهم حتى يؤدوا مناسكهم ويعودوا لبلادهم بسلام كما وفرت لهم سبل التواصل مع ذويهم أثناء أدائهم لمناسكهم.
موسم حج 1446هـ، كما بدا من خلال هذا المؤتمر، يُدار بعقل الدولة وقلب الإنسان؛ عقل يُخطط ويستبق، وقلب يحتضن ويخدم. وهي رسالة المملكة التي تتجدد كل عام… أن خدمة ضيوف الرحمن شرف لا يعلوه شرف، ومسؤولية نستشعرها جميعا كسعوديين من قادتنا وحكومتنا ومؤسساتنا إلى أصغر فرد فينا.