الإجراءات الصحية خلال موسم الحج: حماية لضمان سلامة الحجاج

الدكتور محمد عادل بسيوني – أخصائي أول جراحة الأنف والأذن والحنجرة وأورام الرأس والعنق
مع تدفّق ملايين الحجاج سنويًا إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج، يبرز البُعد الصحي كأحد الركائز الأساسية لضمان سلامة الحجاج ونجاح الموسم.
ولا تقتصر الجهود المبذولة على الجانب التنظيمي والخدمي فحسب، بل تمتد إلى منظومة صحية شاملة تُنفّذ وفق تخطيط دقيق واستعدادات استثنائية تبدأ قبل شهور من بدء الموسم.
الوقاية تبدأ قبل الوصول
تشترط الجهات الصحية في المملكة العربية السعودية حصول الحجاج على عدد من اللقاحات الإلزامية قبل منح تأشيرة الحج، أبرزها:
لقاح المينينجوكوكال (التهاب السحايا) لحماية الحجاج من العدوى التي قد تنتقل في الأماكن المزدحمة.
لقاح الحُمّى الصفراء للحجاج القادمين من دول موبوءة.
لقاح الإنفلونزا الموسمية، خصوصًا لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
لقاح كورونا (COVID-19) وفق البروتوكولات الصحية المُحدَّثة.
هذه الإجراءات الوقائية تُقلل من احتمالية تفشي الأمراض المعدية داخل المشاعر المقدسة، وتحمي الحجاج والمجتمع المستضيف على حد سواء.
الرصد الصحي والمتابعة المستمرة
تنتشر مراكز المراقبة الصحية في المنافذ الجوية والبحرية والبرية، وتعمل على فحص الحجاج القادمين والتأكد من استيفائهم للاشتراطات الصحية.
كما تُنشر فرق طبية متخصصة في المشاعر المقدسة (منى، مزدلفة، عرفات) لتقديم الخدمات الطبية الطارئة ومتابعة الحالات المزمنة.
الخدمات العلاجية الطارئة والمتخصصة
خلال موسم الحج، يتم تشغيل مستشفيات ميدانية ومراكز طوارئ في كافة المواقع التي تشهد تكدسًا بشريًا.
وتُجهّز هذه المنشآت بأحدث التجهيزات الطبية، إلى جانب فرق إسعافية مدرّبة على التعامل مع ضربات الشمس، الإجهاد الحراري، وأمراض القلب، بالإضافة إلى توفير خدمات غسيل الكلى والرعاية القلبية المتقدمة.
مسؤولية الحاج: إجراءات شخصية لحج آمن
رغم الجهود الرسمية الضخمة، تبقى مسؤولية الحاج في الالتزام بالإرشادات الصحية عاملًا حاسمًا في نجاح موسم الحج وضمان سلامته الشخصية وسلامة من حوله. ومن أهم ما يجب على الحاج الالتزام به:
الحرص على النظافة الشخصية، وغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو باستخدام المعقمات.
تجنّب التزاحم ما أمكن، والالتزام بالتعليمات التنظيمية الصادرة عن الجهات المختصة.
شرب كميات كافية من الماء، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة في أوقات الذروة.
ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة، خاصة في ظل وجود أمراض تنفسية موسمية.
الالتزام بالأدوية الموصوفة في حال وجود أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
التوجه إلى أقرب مركز صحي فور الشعور بأي أعراض غير معتادة، مثل ارتفاع الحرارة أو ضيق التنفس.
هذه السلوكيات الفردية تُسهم بشكل كبير في تقليل العبء على المنظومة الصحية وتُعزّز من فرص إتمام الحاج لمناسكه بيسر وطمأنينة.