خبير سياسي لـ “الوئام”: القوات المسلحة السودانية تحاصر الدعم السريع في كردفان

خبير سياسي لـ “الوئام”: القوات المسلحة السودانية تحاصر الدعم السريع في كردفان

الوئام – خاص

بعد السيطرة على مدينة الدبيبات الاستراتيجية، وسّع الجيش السوداني من تحركاته على أكثر من جبهة في ولايات إقليم كردفان، وواصل تقدمه نحو مدينة “بارا” عبر محور “الطريق القومي الصحراء”.

وتمثل مدينة “بارا”، جنوب مدينة الأبيض، أكبر نقاط تجمع ميليشيا “الدعم السريع” بولاية شمال كردفان، وقد انضمت إليها أخيرًا قواتها المنسحبة من جنوب أم درمان عقب تحرير العاصمة الخرطوم.

قطع خطوط الإمدادات

وفي السياق، يرى اللواء الدكتور أمين إسماعيل مجذوب، خبير إدارة الأزمات والتفاوض، أن مدينة الدبيبات هي رمانة ميزان إقليم كردفان، وتنبع أهميتها من كونها ملتقىً يربط عموم ولايات كردفان “شمالًا وجنوبًا وغربًا”، وبعد السيطرة عليها تم قطع خطوط إمداد العدو، ووقوعها في يد الجيش السوداني، ما يُسهّل ضخ الإمداد إلى جميع المناطق المُحاصَرة من قِبَل الميليشيا لأكثر من 24 شهرًا.

تغيّر استراتيجية الجيش

ويقول “مجذوب”، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن انتصارات الجيش السوداني في مناطق مثل كردفان، الدبيبات، والخوي، تعود إلى عدة عوامل استراتيجية وميدانية، ومن أبرز هذه العوامل الاعتماد على ضباط محترفين ذوي خبرة طويلة في الميدان، واستخدام الطيران والمدفعية الثقيلة بشكل مؤثر في تمهيد العمليات البرية.

استنزاف الدعم السريع

ويضيف أن القوات المسلحة السودانية تبنت استراتيجية استنزاف على المدى الطويل، مركزة على قطع الإمداد ومحاصرة مواقع ميليشيا الدعم السريع قبل الهجوم.

ويشير الخبير السوداني إلى أن كثيرًا من مناطق كردفان والخوي تشهد دعمًا شعبيًا للجيش السوداني، سواء بسبب الطابع القبلي أو رفض السكان لسيطرة قوات الدعم السريع، وهو ما ساعد في تحقيق انتصارات الجيش السوداني.

ويؤكد أن ميليشيا الدعم السريع فقدت الآلاف من عناصرها خلال المعارك الأخيرة في كردفان، كما فقدت القيادة والسيطرة على الميدان، وهرب الكثير من المقاتلين إلى جبال النوبة في الجنوب، وإلى دارفور في الغرب، الحاضنة الشعبية للميليشيا.

ويختتم “مجذوب” حديثه: “حصار الجيش السوداني لمدينة بارا يُعَد استكمالًا لخطة قطع الإمدادات عن الدعم السريع، وتطهير ولايات كردفان من عناصر الميليشيا، والبدء بالزحف نحو الغرب باتجاه دارفور”.