المبادرات السعودية في رعاية حجاج بيت الله الحرام: مثال عالمي

المبادرات السعودية في رعاية حجاج بيت الله الحرام: مثال عالمي

علي فوزي – الخبير في الشؤون العربية والدولية

منذ تأسيسها، حملت المملكة العربية السعودية على عاتقها شرف خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، باعتبار ذلك مسؤولية دينية وتاريخية تتوارثها القيادة السعودية جيلًا بعد جيل.

شهدت هذه الجهود نقلة نوعية – في إطار رؤيتها الطموحة “السعودية 2030” – تمثلت في إطلاق “برنامج خدمة ضيوف الرحمن” الذي بات يمثل نموذجًا عالميًا في الرعاية والتنظيم.

وأُطلق برنامج خدمة ضيوف الرحمن في عام 2019م بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كأحد البرامج الرئيسة لتحقيق رؤية المملكة 2030. يهدف البرنامج إلى تمكين أكبر عدد من المسلمين حول العالم من أداء مناسك الحج والعمرة بسلاسة وطمأنينة، من خلال تطوير البنية التحتية، وتحسين جودة الخدمات، وتهيئة الحرمين الشريفين والمواقع السياحية والثقافية المرتبطة بهما.

ويُعد البرنامج بمثابة خارطة طريق متكاملة، تبدأ من لحظة تفكير المسلم في أداء الشعيرة، وحتى عودته إلى وطنه محمّلًا بذكريات إيمانية وتجربة لا تُنسى.

في كل موسم حج، تبرز منظومة الرعاية الصحية السعودية كواحدة من أضخم الخدمات اللوجستية في العالم. وقد وفرت وزارة الصحة في موسم الحج الأخير 183 منشأة صحية، من بينها 32 مستشفى و151 مركزًا صحيًا، إلى جانب 6 عيادات متنقلة، يعمل بها أكثر من 32 ألف كادر طبي وإداري، بينهم 5 آلاف طبيب من مختلف التخصصات، لتأمين الرعاية الصحية الفورية والاستجابة السريعة لأي طارئ.

ولا شك أن للمملكة أيادي بيضاء وجهودًا مميزة لا يغفلها عاقل أو منصف في رعاية حجاج بيت الله الحرام طوال العام، وفي موسم الحج، ليخرج الموسم آمنًا وميسرًا وناجحًا.