إسرائيل تُعلن عن إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية.

صادق المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل، خلال جلسة سرّية عُقدت الأسبوع الماضي، على خطة لإنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، تشمل “تسوية قانونية” لبؤر استيطانية قائمة جرى بناؤها سابقًا دون موافقة رسمية من الحكومة.
الخطة التي قدّمها وزير الدفاع اليميني المتطرف إسرائيل كاتس، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش – المقيم نفسه في مستوطنة “كدوميم” بالضفة الغربية – تأتي في إطار سياسة الحكومة الحالية لتكريس السيطرة الإسرائيلية على الضفة، التي احتلتها عام 1967 بعد حرب الأيام الستة مع الأردن.
ووصف كاتس القرار بأنه “تعزيز لسيطرة إسرائيل على يهودا والسامرة”، وهو الاسم التوراتي المستخدم رسميًا في إسرائيل للإشارة إلى الضفة الغربية، مضيفًا أنه “يرسّخ الحق التاريخي لليهود في أرض إسرائيل، ويمثّل ردًا ساحقًا على الإرهاب الفلسطيني”. وأكد كذلك أن القرار “استراتيجي ويحول دون قيام دولة فلسطينية تهدد أمن إسرائيل”.
تهدف الخطة إلى تعزيز الوجود الإسرائيلي على طول طريق 443، الذي يربط بين القدس وتل أبيب مرورًا بمدينة موديعين، وهو ما اعتبره رئيس مجلس “يشع” الاستيطاني، إسرائيل غانتس، “أهم قرار منذ عام 1967”.
وقال سموتريتش على منصة “إكس”: “اتخذنا قرارًا تاريخيًا لتطوير الاستيطان يشمل 22 تجمعًا جديدًا في يهودا والسامرة، وتجديد الاستيطان في شمال السامرة، وتعزيز المحور الشرقي لدولة إسرائيل”.
وكانت إسرائيل قد وافقت في يوليو الماضي على أكبر عملية مصادرة أراضٍ في الضفة الغربية منذ أكثر من ثلاثة عقود، بحسب منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية المناهضة للاستيطان. وقد شملت المصادرة حينها 12.7 كيلومترًا مربعًا من أراضي الأغوار، ما وصفته المنظمة بأنه “أكبر استيلاء فردي منذ اتفاق أوسلو عام 1993”.
وفي تسجيل مسرّب حصلت عليه “السلام الآن”، قال سموتريتش خلال مؤتمر لحزبه “الصهيونية الدينية”، إن عمليات المصادرة عام 2024 فاقت المعدلات السنوية السابقة بمقدار عشرة أضعاف، واصفًا المشروع بأنه “استراتيجي للغاية ويغيّر الخريطة بشكل جذري”.
وفي مايو 2023، أعلن سموتريتش أن “مهمة حياته هي إحباط قيام دولة فلسطينية”، موجّهًا الوزارات الإسرائيلية للاستعداد لاستيعاب 500 ألف مستوطن إضافي في الضفة الغربية.
وفي يونيو 2024، كشفت صحيفة “الغارديان” أن الجيش الإسرائيلي سلّم صلاحيات قانونية واسعة في الضفة الغربية لموظفين مدنيين موالين للاستيطان، يعملون تحت إشراف سموتريتش في وزارة الدفاع، ما يُعزز سيطرته المباشرة على الإدارة المدنية التي تحكم شؤون الفلسطينيين في المنطقة (ج).
ووفقًا لتقرير “السلام الآن”، فقد تم الترويج لبناء 10,503 وحدة سكنية استيطانية بين يناير و19 مارس 2024، متجاوزة إجمالي ما تم اعتماده طيلة العام السابق.
وتأتي هذه التطورات في سياق تنفيذ رؤية حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة لضم الضفة الغربية فعليًا، وهي سياسة دعمتها إدارة ترمب سابقًا. وسبق أن صرح مايك هاكابي، مرشح ترمب الجديد لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، بأن “إسرائيل تحتل أرضًا وهبها الله لليهود قبل 3500 عام”، معتبرًا أن الضفة “أرضهم التاريخية”.
من جانبهم، وصف قادة اليمين الاستيطاني الطاقم الجديد لإدارة ترمب بـ”فريق الأحلام”، معتبرين إياه فرصة نادرة “لإنهاء حلم الدولة الفلسطينية بشكل دائم”.