الرئيس الإيرلندي: انتقادات نتنياهو لا تعني معاداة السامية

اعتبر الرئيس الأيرلندي مايكل دي هيغينز أن توجيه اتهامات بمعاداة السامية إلى من ينتقدون سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُعد “افتراءً مشينًا على أيرلندا”، وعلى الأفراد المنخرطين في الدفاع عن حقوق الإنسان، بمن فيهم هو شخصيًا.
وفي تصريحاته خلال مشاركته في فعالية “Bord Bia Bloom”، أشار هيغينز إلى وجود “حملة دعائية نشطة ضد أيرلندا” مصدرها الولايات المتحدة، تهدف إلى الضغط على مستثمرين محتملين ومنعهم من التعاون مع دبلن بدعوى موقفها المناهض لسياسات واشنطن تجاه إسرائيل.
وأكد الرئيس الأيرلندي أن شعب بلاده من بين الأكثر وعيًا بحقيقة الأوضاع في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى إسهام بعثات حفظ السلام الأيرلندية في لبنان وغيرها في تشكيل هذا الوعي، حيث نقل الجنود العائدون “الحقيقة كما هي”.
وفي حديثه عن الوضع الإنساني في قطاع غزة، قال هيغينز إن “81% من السكان أصبحوا نازحين، يعيشون في أماكن مؤقتة تم قصفها، تُدمر التربة، تُقصف المستشفيات”، مضيفًا: “يحزنني أن تسع دول ما زالت ترفض حتى الدعوة إلى وقف إطلاق النار”.
وانتقد الرئيس الأيرلندي أيضًا مبادرة “مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة”، التي تحظى بدعم أمريكي، والتي استقال مديرها التنفيذي مؤخرًا، مشيرًا إلى تقديم مساعدات مغلفة بعلامات تجارية: “تخيّل أن تعطي جائعًا شيئًا يحمل شعارك التجاري، لكي تحجز لنفسك مكانًا في قطاع التجزئة مستقبلًا”.
وجدد هيغينز دعوته للأمم المتحدة إلى تفعيل بند “الإجراءات الخاصة من أجل السلام” في الجمعية العامة لتجاوز شلل مجلس الأمن، مؤكدًا أن هذا المسار استخدم 11 مرة في السابق، وقد حان الوقت لاستخدامه مجددًا من أجل غزة، مشددًا: “اليوم هو اليوم الذي يجب فيه توفير الغذاء والماء والرعاية الطبية”.
,في سياق موازٍ، شهد البرلمان الأيرلندي مشادة كلامية بين نائبة المعارضة المستقلة كاثرين كونولي، ونائب رئيس الوزراء سيمون هاريس، خلال مناقشة بشأن الحرب في غزة.
وقالت كونولي، مشيرة إلى ما وصفته بـ”رواية زائفة دامت قرنًا”، إن “ما تفعله إسرائيل هو إبادة جماعية”، وتساءلت: “كيف سمحنا بحدوث ذلك؟”.
ورد هاريس بغضب، مؤكدًا أن الحكومة ستُمرر قانون الأراضي الفلسطينية المحتلة الشهر المقبل، قائلًا إن “ما يُعرض من مشاهد قتل للأطفال يُشعرني بالغثيان والاشمئزاز”.
واتهم هاريس النائبة كونولي بـ”تشويه موقف الحكومة الأيرلندية من خلال أيديولوجيتها”، وقال إن البرلمان هو المكان الوحيد الذي لا يقدّر دعم الحكومة والشعب الأيرلندي للقضية الفلسطينية.